الأربعاء، 03 يوليوز 2024 12:24

مهرجان "موسم" العاشر : الثقافة العربية تحضر في بلجيكا

الإثنين, 15 نونبر 2010

تحت أمطار بلجيكا الغزيرة وفي مكان استخدم في الماضي محطة لتوليد الطاقة الهيدروليكية وتحوّل الآن إلى مركز ثقافي بارز في مدينة أنتويرب, انطلق المهرجان العاشر لمؤسسة "موسم" التي يديرها مثقفون عرب مغاربة بينهم الشاعر طه عدنان والفنان محمد إقوبعا.

وافتتح المهرجان الذي يستمر حتى 4 ديسمبر/ كانون الأول بفيلم "ألوان في الفن" لجمعية نخلة وهي جمعية عربية بلجيكية تعنى بالفنون البصرية، حيث قدم الفيلم "بورتريهات" لفنانين بلجيكيين من أصول غير أوروبية منهم سيدي العربي الشرقاوي من أصل مغربي، وشكري بنشيخة من أصل تونسي، ومسعود أرسلان من أصل تركي، وغيرهم.

وتلا الفيلم عرض موسيقي بعنوان"رحلة" للموسيقيين عابد بحري وسمير بنميراد اقتفيا فيه أثر الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة، واستحضرت المعزوفات موسيقيات مختلفة للشعوب الأفريقية والآسيوية والأوروبية.

ويكرم المهرجان الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش من خلال حفل موسيقي يلتحم بالشعر ويحييه المغني والملحن منعم عدوان، وتتخلله قراءات من شعر درويش يؤديها الشاعر المغربي طه عدنان.

ولأول مرة خلال مسيرته الأدبية، يكتب الروائي اللبناني رشيد الضعيف للمسرح، بمشاركة ممثلين من أصول عربية وأوروبية، تلبية لدعوة المخرج المغربي المقيم ببروكسل رحيم العسري بعنوان "الخامسة/ السابعة مساء: ساعات لقاء"، وهي مسرحية جريئة عن مشاكل الزواج المختلط.

شعراء شباب

ويستضيف المهرجان خمسة من الفائزين في مسابقة بيروت 39 هم الشاعرة المصرية نجاة علي، والشاعرة اللبنانية هيام يارد، والقاص الفلسطيني علاء حليحل، والروائي الهولندي من أصل مغربي عبد القادر بنعلي، والشاعر المغربي ياسين عدنان.

وتحضر هموم العرب البلجيكيين في المهرجان من خلال التفكير في قضايا الهجرة، فيقدم المسرحي يوهان بوتي مسرحيته "خوف" متسائلا عن مبررات تحميل الشباب المغاربة خوف أهل البلاد الذين يتساءلون بخوف عن "الاجتياح المغربي" لأحد أحياء مدينة أنتويرب.

وفي المقابل، تستدعي فرقة غراندولافوا ماضي التعايش الثقافي وبالضبط، في مدينة باليرمو عام 1140 حيث يحوي العرض أغاني روحية من المصلى البالاتيني لباليرمو علاوة على مزيج من الأغاني النورماندية الصقلية والأغاني الدينية العربية والأغاني الإيطالية البيزنطية. وهي حياة جديدة يبثها الفنان بيورن شمالزر في أغاني القرن الثاني عشر بباليرمو المليئة بالتأثيرات العربية.

وفي فن الأداء يقدم المؤلف والمخرج المسرحي المصري أحمد العطار عمله "عن أهمية أن تكون عربيا".

تقييم وتجربة

وقيم المستشار الأدبي للمهرجان طه عدنان تجربة السنوات العشر بقوله إن المهرجان بدأ صغيرا موجها للمهاجرين العرب، وما لبث أن أصبح اليوم مهرجانا كبيرًا تتوزّع فعالياته على أرقى وأعرق المؤسسات الثقافية البلجيكية، ويستهدف جمهورا بلجيكيا عربيا مختلطا.

وقال عدنان في حديث للجزيرة نت إن مركزه يقدّم المنتج الثقافي العربي ليس باعتباره إنتاج مهاجرين بل باعتباره منتجا ثقافيا وفنّيا إنسانيا يضاهي المنتج الثقافي الأوروبي.

وأضاف أن من الرهانات الأساسية التي ربحها "موسم" هو انفتاحه على مختلف أشكال التعبير الإبداعي من قصة وشعر ورواية ومسرح وفن أداء وفن فيديو وموسيقى وفن تشكيلي وفنون معاصرة إعلاءً لقيمة التعدّد على المستوى الثقافي والفني في العالم العربي.

من جهة أخرى قال محمد إقوبعا مدير المركز المتنقل للفنون "موسم" إن أهم ما فعله هو إعطاء الثقافة العربية والفنان العربي المكانة اللائقة في المشهد الثقافي البلجيكي خاصة في مدينتي أنتويرب وبروكسل وإخراج الثقافة العربية والحضور العربي من التهميش.

وردا على سؤال حول ما قدمه المهرجان للمثقف العربي، قال الشاعر عدنان إن حوار المبدعين العرب مع نظرائهم البلجيكيين يساهم في تغيير نظرة هؤلاء الأخيرين إلى العالم العربي والثقافة العربية.

من جهته أقر إقوبعا بأن ترويج الثقافة العربية في أوروبا أمر صعب جدا ولعله أصعب من ترويج الثقافة الأفريقية أو ثقافة أميركا اللاتينية وهذا يرجع إلى عاملين أولهما الصورة النمطية التي يحملها البلجيكي والغربي عن العربي.

وقال إن هناك "صورة مشوهة عن العربي المتخلف والإرهابي، فهناك تراكم تاريخي بنى هذه الصورة السلبية لكل ما هو عربي في أوروبا. أما العامل الثاني فهو إهمال الأنظمة العربية للإشعاع الثقافي العربي خارج حدود الدول العربية وهذا ما زاد التحدي".

المصدر: الجزيرة

مختارات

Google+ Google+