تتميز الحكومة الجديدة التي شكلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بإلغاء وزارة الهجرة والهوية الوطنية، التي اثارت جدلا كبيرا، وكذلك ايضا برحيل رموز الانفتاح على الفرنسيين من اصول مهاجرة مثل الوزيرتين فاضلة عمارة وراما ياد.
وكانت وزارة الهجرة والهوية الوطنية رأت النور لاول مرة في الحكومة الاولى التي شكلها نيكولا ساركوزي اثر انتخابه رئيسا للجمهورية في 2007. وهذه الوزارة التي ظلت حتى الاحد في عهدة المنشق عن المعارضة الاشتراكية اريك بيسون اثارت جدلا حادا منذ استحداثها، وقد زاد من حدة هذا الجدل الكثير من الخطوات التي قامت بها هذه الوزارة.
ومن اكثر الخطوات التي قامت بها هذه الوزارة اثارة للجدل هو النقاش حول الهوية الوطنية الذي نظمته اواخر 2009 واوائل 2010 والذي تخللته تصريحات عنصرية ما اثار حفيظة المعارضة اليسارية والمنظمات المناهضة للعنصرية والمدافعة عن حقوق الانسان.
واليوم مع الحكومة الجديدة عاد ملف الهجرة الى عهدة وزير الداخلية بريس اورتفو الذي بقي على رأس الوزارة في التعديل الحكومي.
كما تميزت حكومة ساكوزي الاولى بالوزراء الكثر المتحدرين من اصول مهاجرة الذين ضمتهم وفي طليعتهم وزيرة شؤون المدن فاضلة عمارة الجزائرية الاصول وراما ياد السنغالية الاصول والتي كانت اصغر وزيرة في الحكومة وقد عينت اولا وزيرة لحقوق الانسان ثم وزيرة للرياضة.
وراما ياد ولدت في دكار وهاجر اهلها الى فرنسا عندما كان عمرها 11 عاما هي شابة يمينية حصلت تعليما عاليا رفيع المستوى وتبلغ اليوم من العمر 33 عاما ولم تكن معروفة على المستوى الوطني قبل تعيينها وزيرة.
وراما ياد التي نجحت في كسب شعبية كبيرة بحسب استطلاعات الرأي تميزت خلال توليها العمل الوزاري بتصريحاتها النارية وخروجها عن اصول العمل الحكومي وهو ما عاد عليها في الكثير من الاحيان بدعوات للانضباط. وفي كانون الاول (ديسمبر) 2007 انتقدت ياد حين كانت وزيرة لحقوق الانسان الزيارة التي قام بها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الى فرنسا.
وهذه الوزيرة السابقة اصبحت اليوم مجرد مستشارة محلية لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية، وقد اصدرت لتوها كتابا دعت فيه الى وضع "ميثاق وطني" للشبيبة.
اما فاضلة عمارة (46 عاما) فكانت معروفة على الصعيد الوطني لنضالها في سبيل الفتيات في المجتمعات المحرومة ولتاسيسها ايضا حركة "لا عاهرات ولا خاضعات" التي تدعو للمساواة والاختلاط بين الجنسين وترفض الحجاب الاسلامي.
واكدت عمارة الاحد انها ستعود الى صفوف المناضلين من اجل حقوق المرأة. وكانت هناك وزيرة اخرى في الحكومة الاولى لساركوزي تمثل ايضا الانفتاح على الفرنسيين من اصول مهاجرة هي رشيدة داتي التي عينت وزيرة للعدل ولكنها غادرت منصبها في 23 حزيران (يونيو) 2009 بعدما فقدت ثقة الاليزيه.
/1115/ 2010