ناقش أزيد من 250 مشاركا من المغرب ومن 11 دولة أوروبية، على امتداد اليومين الماضيين، بالعاصمة البلجيكية، بروكسيل، واقع ورهانات المرأة المغربية، خلال انعقاد الدورة الثالثة لملتقى "مغربيات من هنا وهناك"، المنظم من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج.
وأجمع المتدخلون على ضرورة تحسين صورة المرأة المغربية في كافة المجالات، في ظل حرص جلالة الملك محمد السادس على إيلاء أهمية قصوى للمرأة في مختلف الأوراش والمشاريع الكبرى بالمغرب، وباعتبارها تشكل نصف مكونات المجتمع، فضلا عن تمكن المرأة المغربية من تبوؤ مكانة مهمة في عدد من القطاعات، من مناصب حكومية، ودبلوماسية، ومسؤوليات في مجموعة من المنظمات.
وأكد المؤتمرون على أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، قبل أزيد من خمس سنوات، شكلت منعطفا جديدا في مسار المرأة المغربية، باعتبارها مكونا أساسا في الحياة اليومية بالمغرب، مشددين على أن جلالة الملك يحرص دائما على تمكين المرأة من المساهمة الفعالة في المجتمع.
واعتبر المشاركون أن مدونة الأسرة شكلت محورا أساسيا في بناء مغرب جديد، مبني على الانفتاح، إضافة إلى تخصيص العاشر من أكتوبر من كل سنة للاحتفاء بالمرأة المغربية، كمناسبة لتقييم حصيلة أدائها السنوي، وبحث سبل تقوية حضورها.
وقالت جويل ميلكي، نائبة رئيس الوزراء البلجيكي، ووزيرة التشغيل وتكافؤ الفرص، مكلفة بسياسة الهجرة واللجوء في الحكومة البلجيكية، في حديث مع "المغربية"، إن الوقت حان للاهتمام أكثر بالمرأة باعتبارها عنصرا مهما داخل كل المجتمعات، مبرزة أن البرلمان الأوروبي، دعا، في العديد من اللقاءات، إلى بلورة صورة جديدة، تراعي حاجيات المرأة، وتوفر آليات تهم النساء، مع احترام خصوصياتهن.
وأكدت المسؤولة البلجيكية أن "المرأة المغربية تعمل بقوة داخل المجتمع الأوروبي، ما جعلها تعتلي مناصب عدة في عدد من القطاعات، ما يساهم في تعزيز حضورها داخل القارة الأوروبية، التي يخطط برلمانها حاليا لإعداد خطة للمساواة التامة بين الجنسين، ستعرض للمناقشة قريبا".
من جهتها، قالت فضيلة لعنان، وزيرة الثقافة والسمعي البصري والصحة وتكافؤ الفرص في الحكومة البلجيكية، لـ"المغربية"، إن المرأة المغربية المهاجرة تشكل استمرارية لنظيرتها المقيمة بأرض الوطن، وأنها تعمل على تحسين وضعيتها داخل المجتمع الغربي.
وأشارت الوزيرة البلجيكية، ذات الأصل المغربي، إلى أن ملتقى "مغربيات من هنا وهناك" يساهم في إبراز قدرات المرأة المغربية، والبحث عن سبل تمكينها من السير قدما إلى جانب الرجل لبناء مجتمع قوي، موضحة أن هذا الملتقى يشكل جسرا للتواصل، وفضاء لمناقشة واقع وتحديات المرأة المغربية.
وعن مجلس الجالية المغربية بالخارج، أبرز رئيسه، إدريس اليزمي، أن ملتقى بروكسيل يأتي في سياق سلسلة من اللقاءات في عدد من الدول لرصد الإشكاليات المتعلقة بالنساء، خاصة في ظل ارتفاع نسبة المهاجرات المغربيات، اللواتي وصلت نسبتهن إلى 50 في المائة من إجمالي المهاجرين المغاربة بالخارج.
وأشار اليزمي إلى أن الهدف الرئيسي من هذه اللقاءات هو تشخيص واقع النساء في مختلف بلدان الإقامة، كما ستساعد مجلس الجالية لوضع تصور للمهاجرين المغاربة، في إطار عملية تشاركية من مختلف المتدخلين في شؤون الهجرة، باعتبار المجلس مؤسسة استشارية لدى جلالة الملك محمد السادس، والمساهمة الفعالة في مختلف الأوراش الكبرى بالمغرب.
وقالت أمينة النصيري، رئيسة مجموعة العمل "مقاربة النوع والأجيال الجديدة" بمجلس الجالية المغربية بالخارج، لـ"المغربية"، إن لقاء بروكسيل جاء للمساهمة في فهم ومقاربة الإشكالات المركزية، التي تتطلب تحيينا وتفكيرا آنيا، والتي تتوزع بين تحديد أشكال التمييز، وضرورة تقوية العمل من أجل المساواة، فضلا عن تدعيم المواطنة الإيجابية لدى كل الفعاليات النسائية المغربية، سواء المقيمة بالمغرب أو المهاجرات، كما أن اللقاء، تضيف النصيري، خصص لمبادرات النساء المغربيات في أوروبا، من أجل تحسين مستوى حقوقهن الاجتماعية، وتعزيز مشاركتهن في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والمساهمة بفعالية في بناء مجتمع أفضل ومتضامن.
وتميز اللقاء بتوقيع اتفاقيتي شراكة بين مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والجامعة الكاثوليكية للوفان، وقعها إدريس اليزمي وبريجيت مارشال، ممثلة رئيس الجامعة، وتروم هذه الاتفاقية تعزيز القوة الفكرية لدى المهاجرات المغربيات بالقارة الأوروبية، فضلا عن تمكينهن من العمل على تطوير قوتهن الاستشارية.
ويأتي اللقاء الثالث لـ"مغربيات من هنا وهناك"، بعد لقاءين سابقين في مدينة مراكش.
وعرف هذا الملتقى مشاركة باحثين ومختصين ومتدخلين من إسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وهولندا، وبلجيكا، وألمانيا، وسويسرا، وفنلندا، ورومانيا، وإيرلندا، وبريطانيا، فيما ضمت البعثة المغربية 12 برلمانية، وباحثين في العلوم الاجتماعية، بالإضافة إلى 30 ممثلة لجمعيات الدفاع عن حقوق المرأة، ومؤسسات المجتمع المدني.
المصدر: جريد المغربية