بدأ الوزير المكلف بالجالية المغربية في الخارج السيد محمد عامر، زيارة عمل للاهاي ستقوده إلى أربع دوائر قنصلية للمغرب في هولندا للتباحث مع الحكومة الهولندية حول آفاق الشراكة من أجل اندماج أفضل للجالية المغربية.
وتباحث الوزير في اليوم الأول للزيارة، التي ستتواصل إلى غاية 18 مارس الجاري، مع المسؤولين الحكوميين الهولنديين المكلفين بشؤون الهجرة والاندماج.
وفي هذا الإطار، تباحث السيد عامر مع وزير الهجرة السيد جيرد ليرز، ووزير الداخلية المكلف بالاندماج السيد باي هين دونر.
وأكد الوزيران الهولنديان أن الجالية المغربية، في غالبيتها العظمى، مندمجة جيدا في مجتمع الاستقبال وأنها تشارك بنشاط في الحياة العامة وتضطلع بدور هام في التطور السوسيو-اقتصادي لهذا المجتمع وإغنائه ثقافيا.
واعتبرا أن هذا النجاح لا يمكن أن تحجبه بعض المشاكل المرتبطة بالإقامة غير الشرعية أو صعوبات الاندماج التي تواجهها أقلية لا تذكر من الشباب المنحدر من الهجرة.
كما تمت الإشادة بجهود المغرب لاحتواء الهجرة غير الشرعية في اتجاه أوروبا، وكذا تعاونه النموذجي لإيجاد حل للحالات المعزولة للمقيمين غير الشرعيين.
من جهته، أعرب السيد عامر عن ارتياحه إزاء العدد الهام للمجالات التي يتجلى فيها النجاح النموذجي لاندماج المواطنين المغاربة في هولندا.
وقال إن المغرب يدرك الصعوبات التي تواجهها فئة معينة من الشباب واستعرض ما تقوم به الحكومة المغربية لتجاوزها.
كما أكد الوزير أنه من مصلحة المغرب وهولندا تكثيف تعاونهما للرقي بمستوى توظيف هذا التراث البشري الذي يتقاسمانه.
وأبرز أيضا الأهمية الاستراتيجية للعمل الثقافي في إرساء ظروف اندماج هادئ، بالاستفادة بأكبر قدر ممكن من الانتماء الثقافي المزدوج.
وقال السيد عامر إن تجربة المراكز الثقافية التي ينشؤها المغرب في بعض المدن الكبرى بموافقة ودعم سلطات هذه المدن، والمفتوحة أمام المغاربة ومواطني بلدان المهجر من أصل مغربي، تعتبر أحد الحلول الممكنة للقضاء على الإقصاء والانطواء المجتمعي.
وأكد المسؤول المغربي أن الإقلاع الذي تعرفه التنمية الاقتصادية والبشرية بالمغرب إلى جانب انفخاض النمو الديمغرافي، من شأنهما أن يخلقا بيئة ملائمة، وتقليص ولما لا الحد بشكل نهائي من تدفق هجرة المغاربة نحو الخارج على المدى المتوسط.
وتطرق الوزير للإعلان التاريخي لجلالة الملك محمد السادس للشروع في إصلاح عميق للحقل السياسي يرسي قواعد مغرب جديد يفضي إلى مجتمع أكثر عدالة وأكثر ديمقراطية ويتيح الفرصة لكل مواطنيه.
ودعا، في هذا السياق، الوزيرين الهولنديين إلى زيارة المغرب للوقوف على حقيقة التحول الذي تشهده المملكة والذي قلما تعكسه وسائل الإعلام الهولندية، وكذا من أجل تعزيز المعرفة المتبادلة والثقة الضروريتين لحل المشاكل المعلقة بين البلدين، حيث سيتم في هذا الصدد إحداث لجنة مشتركة.
ورافق السيد عامر خلال هذه المباحثات سفير المغرب بهولندا السيد جواد الحمدي.
وسيلتقي الوزير خلال إقامته بهولندا بأفراد من الجالية المغربية المقيمة بالدوائر القنصلية لأمستردام وروتردام وأوتريخت ودين بوش.
وستشكل هذه الزيارة، التي تندرج في إطار تعزيز روابط التواصل بين أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، أيضا مناسبة للاطلاع على المقتضيات الحكومية الأخيرة التي اتخذت لفائدة الجالية المغربية.
وعلى هامش هذه الزيارة، سيعقد السيد عامر جلسات عمل مع السلطات الحكومية والمحلية الهولندية، وكذا مع عمد المدن التي قام بزيارتها. وستهم هذه المباحثات على الخصوص تقوية التعاون الثنائي، لا سيما في المجال الثقافي للنهوض بوضعية الجالية المغربية المقيمة بهولندا.
15-3-2011
المصدر: وكالة المغرب العربي