الأحد، 24 نونبر 2024 14:25

مغربيان يهبان لإغاثة المنكوبين في فوكوشيما

الجمعة, 01 أبريل 2011

على الرغم من المخاطر الصحية العظيمة الناجمة عن المشاكل النووية في محطة فوكوشيما إلا أن اثنين من المغاربة الذين يعيشون في اليابان هبوا لنجدة سكان المنطقة المعزولة المحيطة بمجمع فوكوشيما النووي.

لا يزال الوضع في أربعة من ستة مفاعلات نووية بمجمع فوكوشيما دايتشي الياباني غير مستقر بعد مرور أكثر من أسبوعين على وقوع الحادث النووي. وأخيرا لجأت شركة "تيبكو" المسؤولة عن إدارة المفاعلات للاستعانة بخبرات شركة أريفا الفرنسية لمواجهة هذه الأزمة.

فالتسرب في المفاعل الثاني لم يكبح إلى الآن والمياه التي نـُـزحـَـت من المفاعل وجدت فيها نسبة عالية من الإشعاعات. الشركة اليابانية أكدت أن المياه لم تنزح عبر البحر وإن لم ينف أن ذلك قد يتم عبر الأرض. السلطات اليابانية بدورها أكدت أن الأراضي المحيطة بالمجمع النووي أضحت ملوثة بالبلوتنيوم.

تسببت هذه الكارثة في إجلاء سبعين ألف شخص من السكان الذين يعيشون في محيط يبلغ 20 كيلو متر من مركز المجمع وبقية السكان البالغ عددهم 130 ألف شخص الموجودين في محيط 30 كيلو مترا. تمت توجيه الدعوة إليهم لإخلاء مساكنهم أو البقاء فيها وعدم الخروج. كل ذلك بدأ بعد الزلزال والتسونامي المدمرين اللذين ضربا البلاد في الحادي عشر من مارس آذار الحالي وخلفا أحد عشر ألف قتيل وأكثر من سبعة عشر ألف مفقود حتى الآن.

"نداء الاستغاثة الذي أذاعه التليفزيون لأحد سكان إيواكي كان ما أقنعني بالتحرك للمساعدة"

رشيد الميريني – يدير شركة استيراد وتصدير في ناغويا حيث يعيش منذ 15 عشر عاما مع زوجته وابنه. يقوم رشيد بتوزيع مواد غذائية في مدينة إيواكي التي يبلغ عدد سكانها 350 ألف والواقعة على بعد أقل من 70 كيلو متر من فوكوشيما وهي المنطقة المنتظر إخلاؤها تماما من السكان في حال ما انتشر الإشعاع.

بعد عدة أيام على حدوث الكارثة كنت أشاهد التليفزيون الياباني وسمعت نداء الإغاثة الذي أرسله أحد سكان إيواكي، وهي مدينة صغيرة تقع في قضاء فوكوشيما بالقرب من المحطة النووية، وحديثه عن نفاد الطعام والشراب وأن الناس محصورون في منازلهم وأن أقرب متجر مفتوح يقع على بعد 125 كيلو مترا وأن جميع شركات النقل رفضت تسيير عرباتها إلى المنطقة وأن الجيش مشغول بأمور أخرى. في هذه اللحظة كنت أفكر في الرحيل ومغادرة البلاد لكن هذا النداء أقنعني بأنه من الواجب علي أن أفعل شيئا لهؤلاء الأشخاص الذين كانوا أقل حظا مني.

قررت أنا وصديقي خلوف محمد، وهو رجل أعمال، جمع ما نستطيع جمعه من الأطعمة والمشروبات ونقلها لإيواكي. وكان محمد هو الوحيد من المحيطين بي الذي قبل مرافقتي في هذه المهمة فحتى السائقين الذين يعملون معي رفضوا مرافقتي. تحركنا ليلة 21 وهو يوم ماطر لأننا علمنا أن المطر يقلل الإشعاعات الموجودة في الهواء، للذهاب إلى إيواكي التي تبعد 660 كيلو مترا إلى الشمال. وعندما وصلنا استقبلنا جنود من الجيش وساعدونا على إفراغ الناقلة. بدت المدينة كمدينة أشباح وكان هناك فقط جنود الجيش وبعض من صفوة رجال الإطفاء.قمنا بتوزيع الإمدادات على المنكوبين في الملاجئ، كان معنا خمسة آلاف زجاجة ماء و12 ألف وجبة سابقة التجهيز و عشرون ألف قناع وألفان وأربعمئة رغيف خبز وألفا حصة من الأرز وألفا زوج من الجوارب، وحليب وملابس وغيارات للأطفال. وكان الناس هناك في غاية السعادة وشديدو التأثر برؤيتنا. كان الجيش يفعل كل ما بوسعه ولكن الاحتياجات أكبر كثيرا من طاقاتهم.

حاولنا بعدها التوغل لمسافة أبعد في المنطقة ولكن الجنود منعونا لأننا اقتربنا كثيرا من الخط الأحمر للمنطقة المحظورة [التي يبلغ قطرها ثلاثين كيلو مترا] حيث تعد الإشعاعات خطرا على الحياة رغم أنه ما زال هنالك ناس يعيشون فيها، معظمهم من كبار السن الذين رفضوا مغادرة منازلهم حيث إن الإجلاء لم يكن إجباريا في هذه المنطقة. هؤلاء الناس لا يستطيعون الوصول إلى الماء وليس لديهم ما يكفيهم من الأطعمة لذا فإن الجنود أخذوا ما أحضرناه من الإمدادات لإيصاله إليهم.

"غطينا شعرنا لأنه أكثر أماكن الجسد حساسية للإشعاعات"

اتخذنا قليلا من الاحتياطات مثل بعض أقراص اليود وأغطية للشعر لأنه أكثر أماكن الجسد حساسية للإشعاعات. كنا بعثة الإغاثة العربية الوحيدة بالمنطقة التي ترتفع فيها نسبة الإشعاعات قابلنا أمريكيين وروسا وفرنسيين وكوريين وعددا قليلا جدا من دول الجنوب. كنا فخوريين حقا بوجودنا هنا كممثلين عن العالم الإسلامي بأجمعه.

أستعد الآن للذهاب مجددا بناقلتين أخريين نهاية هذا الأسبوع، المشكلة الوحيدة أنه تم الحد من استهلاك المياه ولذلك طلبنا من أصدقائنا التبرع بنصيبهم من الماء لنا فهذه هي الطريقة الوحيدة لجمع الإمدادات للرحلة القادمة.

هذا العمل بالنسبة لي بادرة سلام وتضامن وحب لكل من هم في حاجة للمساعدة بغض النظر عن أيديولوجيتهم. ومن هنا أطلق نداء للمتطوعين أن هلموا لمساعدتنا في جميع وتوزيع الأغدية.

31-04-2011

المصدر : فرانس 24

فيضانات إسبانيا

فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق...

01 نونبر 2024
فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق المتضررة

تتعبأ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق...

Google+ Google+