أكد الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، محمد عامر، أن القضايا المتصلة بالهجرة ، يجب من الآن فصاعدا، أن تدبر وفقا لمقاربات جديدة تقوم على شراكات ثلاثية الأطراف هي المغرب وبلد الاستقبال والمواطنين المغاربة المقيمين في الخارج.
وأوضح عامر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قبيل مغادرته روما يوم السبت 30 أبريل في ختام زيارة استغرقت أسبوعا بمناطق ايطالية مختلفة، أن من بين الإشكاليات التي ستحظى بالأولوية في إيطاليا في إطار المقاربة الجديدة، تلك المتعلقة بتدريس اللغة العربية والثقافة المغربية وتنظيم النسيج الجمعوي وخلق شبكة الكفاءات المغربية.
فبخصوص قضية تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية اللتين تعدان من بين الانشغالات الكبرى لمغاربة العالم، أكد الوزير المنتدب أنه تم الاتفاق على إجراء تقييم موضوعي للاحتياجات في ما يتعلق بأهمية هذا التعليم كوسيلة لترسيخ الهوية وطريقة لانجاح الاندماج في محيط الاستقبال .
وقال إن هذا التقييم يهدف إلى تنفيذ استراتيجية واقعية مؤسسة على الشراكة مع المؤسسات الايطالية بمختلف المستويات، مبرزا الإرادة المعلنة من طرف هذه المؤسسات للعمل مع المغرب في هذا الاتجاه.
وبخصوص تنظيم النسيج الجمعوي بإيطاليا، ركز عامر على الحاجة إلى رؤية واضحة وحركية عاجلة لإعادة هيكلة ومواكبة الجمعيات التي تتوفر على بنية واضحة، مع احترام استقلاليتها واختياراتها وقراراتها.
وأوضح أن المغرب في حاجة لهذه الجمعيات بصفتها وسيط لاعداد برامج مشتركة لصالح بعض الطبقات الاجتماعية المحرومة بشراكة مع المنظمات الايطالية المحلية على المستوى المحلي والاقليمي والجهوي.
وبخصوص شبكة الكفاءات، هنأ محمد عامر الجالية المغربية بإيطاليا، على الرغم من هجرتها الحديثة لهذا البلد، التي تضم عددا مهما من الأطر ورجال الأعمال، مذكرا أن المغاربة يمتلكون ثلث المقاولات الخارجية بهذا البلد.
وشدد على أن الوقت قد حان للتفكير في إقامة شراكات مشتركة، بتعاون مع المؤسسات الايطالية ، حتى تشكل هذه الفئة من المغارب أحد السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين البلدين .
وقال الوزير في هذا السياق، إن إيطاليا تتقاسم نفس الرؤية بالنسبة للمغرب حول اعتماد هذه المقاربة ، مذكرا باللقاءات التي عقدت في روما مع نائب كاتب الدولة الايطالي للشؤون الداخلية والمدير العام للهجرة والسياسات الاجتماعية بوزارة الشغل، والمباحثات مع المسؤولين في الحكومة المستقلة لصقلية والعديد من المسؤولين المحليين والمنتخبين المحليين في المناطق التي زارها.
وأكد عامر خلال هذه اللقاءات، على ضرورة إدراج الأبعاد الثقافية البيداغوجية في البرامج الموجهة للجالية المغربية.
وخلال لقاءاته مع الجالية المغربية في مختلف مناطق ايطاليا، شدد عامر على أن تستفيد كل الجاليات المغربية في الخارج من نفس المعاملة.
وقال في نفس السياق، إن جميع البرامج التي وضعتها الدولة، سواء في المجالات الاجتماعية والثقافية والبيداغوجية أو في مجال تشجيع الاستثمار، تستهدف جميع مغاربة العالم دون استثناء.
وأشار الوزير المنتدب، من جهة أخرى، إلى أنه خلال هذه اللقاءات، لاحظ أن أفراد الجالية المغربية لهم ارتباط ببلدهم الأصلي ويتتبعون عن كثب التقدم الذي يعرفه البلد.
وأكد ان لقاءاته مع أفراد الجالية المغربية شكلت فرصة لاستعراض مسلسل الاصلاحات الجارية بالمملكة وأوراش التنمية في مختلف المجالات تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزا استعداد مغاربة ايطاليا الانخراط في هذا المسلسل والمساهمة في بناء صرح مغرب الغد.
وقد زار محمد عامر خلال زيارة العمل لإيطاليا عدد من كبريات المدن منها ميلانو وتورينو وبولونيا وفيرونا (شمال) وباليرمو (جنوب) وروما ( الوسط).
كما حضر إلى جانب وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، أحمد توفيق حجيرة، في افتتاح الدورة الأولى لمعرض العقار وفنون العيش بالمغرب (سماب إكسبو ميلانو).
1-5-2011-
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء