" فوبيا الإسلام مرض، وهو ليس مشكلتنا بل مشكلة الناس الذين يعانون منه" يصرخ شاب من جمهور المشاركين ويضيف "أن المريض هو الذي يحتاج إلى علاج وليس المسلمين لانهم ليسوا هم المرضى".
لكن متين سيليك النائب عن حزب العمل ومن اصل تركي لا يتفق مع هذا الرأي ويرد على الشاب بالقول "يجب أن لا ننادي دائما هذه مشكلتهم وليست مشكلتنا. من المؤكد أن الخوف من الإسلام في جزء كبير منه لا أساس له. لكن بجزء معين يحق للناس أن تشعر بالقلق من الإسلام. فكروا بالإرهاب، يجب علينا ان نبدي موقفا اكثر وضوحا بشأنه".
إلا أن الشاب التركي لا يريد أن يبدل رأيه ويجيب بالقول "المسلمون لا يرتكبون لوحدهم الإرهاب. أولئك من يدعون أنهم يكافحون الإرهاب هم من يجب توجيه اللوم إليهم. الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وإسرائيل في الأراضي الفلسطينية. يتم التعامل بمعيارين في هذا الشأن".
عشرة أعوام من الجدل
عشرة أعوام من الجدل حول الإسلام تركت آثارها على المسلمين الهولنديين. كانت هولندا في السابق معروفة لدى المهاجرين المسلمين بأنها واحدة من أكثر الدول تسامحا في أوروبا. لكن منذ هجمات 11 سبتمبر والاغتيالات السياسية من بيم فورتون الى المخرج السينمائي تيو فان خوخ تغيرت الأحوال في هولندا. نال السياسي المعادي للإسلام خيرت فيلدرز في الانتخابات الأخيرة 20% من الأصوات ويساهم في عمل الحكومة كشريك داعم لها من خارجها. يفكر العديد من الشبان الذين ولدوا في هولندا من اصل مغربي او تركي ان مستقبلهم سيكون في الأرض التي جاء منها آباؤهم، وليس في الأرض التي ولدوا وترعرعوا عليها.
عبد الواحد فان بومل واحد من أبرز الهولنديين الذين تحولوا من المسيحية إلى الإسلام ويعرف عنه وجهة نظره القائلة ان على المسلمين الهولنديين مراجعة الذات قبل إلقاء اللوم على الآخرين. يتوافق فان بومل بالرأي مع النائب الهولندي التركي الشاب، ويعترف فان بومل ان "هناك الكثير من الأحكام المسبقة على الإسلام في هولندا، لكن ماذا نفعل بذلك؟ ما هو جوابنا على الامر؟ علينا ان نقبل الانتقادات التي توجه للإسلام في اطار مجتمع ديمقراطي. في المقابل من الواجب علينا ان نعطي صورة واضحة عن الإسلام. اذا وجدنا ان ما يقوله فيلدرز حماقة ، علينا عندها ان نوضح ايضا لماذا".
من الذي يمثل الإسلام؟
"انا اتفق معك تماما" قال محمد ايوب من المركز الإسلامي للمعلومات الذي أنشئ حديثا. ويضيف "المشكلة هي ان عددا قليلا من المسلمين الهولنديين يشعر انه يعرف ما يكفي عن الإسلام كي يكون بمثابة المتحدث الرسمي. كما ان المسلمين الهولنديين أصولهم من بلدان عديدة ومختلفة وينتمون كذلك الى مدارس دينية متعددة. وبالتالي من يستطيع ان يتحدث باسم كل المسلمين الهولنديين؟
يعتبر تايل سونير أستاذ الإسلام في اوروبا في الجامعة الحرة في امستردام ان الأمور ستصبح على ما يرام بالنسبة لمسلمي هولندا "لست سعيدا بالمشاعر المعادية للاسلام التي تسود بين الهولنديين، ومع ذلك لست متشائما. اذا نظرت الى الحقائق تجد ان أحوال المسلمين في هولندا ليست بسيئة: يذهبون الى المدارس والجامعات، لديهم وظائف. لكن الهاجس بان المسلمين هم مشكلة بالنسبة لهولندا اعمى السياسيين الهولنديين عن حقيقة ان المسلمين الهولنديين يندمجون بسرعة هائلة في المجتمع."
14-06-2011
المصدر/ إذاعة هولندا العالمية