وتميز هذا الحفل الرسمي لتسلم المهام بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري ورئيسي الدبلوماسيتين الإسبانية والفرنسية على التوالي، ترينيداد خيمينيث وألان جوبي، إضافة إلى نائب وزير الشؤون الخارجية المصري أحمد فتح الله.
كما حضر حفل التنصيب مستشار جلالة الملك ورئيس مؤسسة (آنا ليند) أندري أزولاي وسفير المغرب باسبانيا أحمد ولد سويلم، والوزير الفرنسي المكلف بالصناعة والطاقة إيريك بيسون، ورئيس الحكومة المستقلة لكاطالونيا أرتور ماس، وعدة مسؤولين سامين بالدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز يوسف العمراني أن الثقة التي حظي بها من لدن البلدان الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط "تشكل مسؤولية جسيمة بالنظر للانتظارات المتعددة للبلدان الأورو- متوسطية، وكذا تحديا كبيرا بالنظر إلى السياق الجديد المتولد عن الأحداث التي نعرفها في العالم العربي وتأثيرات الأزمة الاقتصادية والمالية، ولكن أيضا فرصة فريدة لنبني معا سياسة متوسطية طموحة تستجيب لتطلعات شعوب منطقتنا".
وقال إن بلدان المنطقة الأورو- متوسطية لديها نفس الرؤية، ونفس الطموح، ونفس المقاربة، موضحا أن هذه الرؤية "ترتكز على إنشاء منطقة أورو- متوسطية للاستقرار والنماء المشترك، والذي يعتبر أحد الأهداف الرئيسية للشراكة الأورو- متوسطية".
وأشاد الدبلوماسي المغربي، في هذا السياق، باستئناف الاتحاد الأوروبي، في الأيام المقبلة، للمشاورات السياسية مع بلدان الجنوب لوضع اللمسات الأخيرة على سياسة الجوار الأوروبية الجديدة، التي قال إنها تشكل "مقاربة تشاورية تعزز طابع الاشراك المميز لهذه الشراكة، من خلال جعل الاتحاد من أجل المتوسط في صلب الاستراتيجية التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي حيال جواره"..
وأبرز أن "رد الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يتسم في الآن نفسه، بالسرعة والشمولية والابتكار"، مركزا على أهمية " اغتنام هذه الفرصة لنحدد معا أداة إقليمية جديدة يمكنها أن تشكل تكملة للبعد الثنائي ".
وسجل الأمين العام الجديد للاتحاد من أجل المتوسط ضرورة إعطاء "إشارة قوية" على الصعيد السياسي "عبر تطوير استراتيجية مشتركة واضحة بالنسبة للقادة كما هو الشأن بالنسبة للمواطنين بكلا الضفتين"، مشيرا إلى أنه "آن الأوان حتى تغتنم أوروبا هذه الفرصة لتحقيق قفزة نوعية وكمية في العلاقات مع بلدان الجنوب".
وأبرز في السياق نفسه، الأهمية التي يكتسيها على الصعيد الاقتصادي الدعم على إنشاء مقاولات "من شأنها تحقيق نمو كاف للحد من التفاوتات القوية بين الشمال والجنوب، وكذا تقديم الدعم في المجال الاجتماعي لحركية الباحثين والطلبة ورجال الأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط، "عبر منحهم إطارا جديدا يمكن من إشراك الفاعلين في المجتمع المدني والشباب ".
وعلى الصعيد الثقافي، أكد أن "تحسين معرفة الشعوب ببعضها البعض، والتفاهم المتبادل والتبادل الثقافي بين ضفتي المتوسط تعتبر من الأمور الضرورية"، مبرزا الدور "الهام" الذي يمكن أن تضطلع به مؤسسة (آنا ليند) "كجسر بين الثقافات والأديان والمعتقدات الأورو- متوسطية ".
وخلص إلى التأكيد على أن "ما نريده، هو الاستثمار الكامل لهذه الفرصة المتاحة لنا لتمكين الاتحاد من أجل المتوسط من سياسة حقيقية للتعبئة والتضامن الجماعي، عبر إيلاء اهتمام أكثر للقرب والتبادل والاندماج وللمزيد من الأعمال الملموسة".
وكان العمراني قد عين أمينا عاما للاتحاد من أجل المتوسط من قبل الموظفين السامين للاتحاد خلال اجتماع انعقد يوم 25 ماي الماضي ببرشلونة، ويخلف في هذا المنصب الأردني أحمد مساعدة الذي استقال من مهامه في يناير الماضي.
ويضم الاتحاد من أجل المتوسط، الذي أحدث في 13 يوليوز 2008 بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ثلاثة وأربعين عضوا. ويطمح من خلال تطوير مشاريع ملموسة في مختلف المجالات (بيئة، نقل، طاقة، ثقافة، تعليم ..)، إلى إعطاء دفعة جديدة للتعاون الأورو- متوسطي الذي انطلق سنة 1995 ببرشلونة.
وعلى الصعيد المؤسساتي، يترأس الاتحاد منذ إحداثه، بشكل مشترك، كل من فرنسا ومصر.
6-07-2011
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء