كان عمر الشيخ يعتقد،قبل بضع سنوات،أنه حقق حلمه بالوصول الى الفردوس الأوروبي حينما رسا القارب الذي حمله على ساحل جزر الكناري. لكن الأمل تبخر سريعا بوقوعه بين يدي الحرس المدني. تلك بداية نفق طويل طبعه تنقيل متواصل من مكان لآخر قبل أن يحل "َضيفا" على مركز الاستقبال المؤقت للمهاجرين السريين،وهو في الواقع ليس إلا سجنا من صنف خاص.
حين أعياه انتظار الوصول بشكل قانوني الى الضفة الأخرى من المتوسط،وإذ ترسخت له القناعة باستحالة تحقيق الحلم،حاول عمر،في فبراير الأخير،السير في الاتجاه المعاكس.
لقد اتجه صوب الجدار الذي يفصل سبتة المحتلة عن باقي المغرب. من سوء حظه،ضبط من طرف أحد عناصر الحرس المدني الاسباني الذي منعه من تسلق الجدار. قبض عليه وتوبع بتهمة عدم الامتثال وإهانة شرطي والاعتداء عليه،لكن بالنظر لعدم توفره على سوابق قضائية،فقد استفاد من وقف تنفيذ عقوبة السجن التي حددت في مارس الماضي في ستة أشهر،وصدر في حقه أمر بالترحيل، القرار الذي طالما انتظره بلهفة.
قبل بضعة أيام،حاول مرة أخرى تسلق الجدار الذي يبلغ علوه ستة أمتار. تكرر السيناريو واعتقلته الشرطة التي طالبته باحترام القانون،غير أن عمر الذي استبدت به فكرة العودة الى الوطن أبدى مقاومة،حسب الصحافة المحلية. فكانت العقوبة إعادته الى سجن لوس روزاليس.
قد يتساءل البعض ما الذي يمنع السلطات الاسبانية من السماح للمهاجر المالي بالعودة؟ الجواب ذو طابع قانوني حسب ما أوردت الصحافة المحلية في سبتة استنادا الى السلطات. فبالنظر الى عدم توفر عمر على وثيقة تعريف،لا يجوز إبعاده لأن السطات المالية قد ترفض استقباله. عمر لا يفهم هذا العائق القانوني،ولا يريد أن يفهم. يؤكد أنه بمجرد مغادرة السجن،سيكرر المحاولة إلى حين تحقيق مبتغاه: العودة الى وطنه ومعانقة أسرته.
يتطلب الأمر اتباع عدة مساطر والقيام باتصالات قنصلية بين البلدين لايجاد حل لهذه المأساة. لكن لحد الآن يتعين على عمر الشيخ التحلي بمزيد من الصبر.
7/09/2011
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء