الخميس، 07 نونبر 2024 20:24

دينبوش- القنصليات المغربية في الخارج .. التغيير ممكن

الإثنين, 12 شتنبر 2011

مع نهاية شهر آب أغسطس الماضي انتهت "مهمة" سليم العاصمي كقنصل عام للملكة المغربية في مدينة دينبوش بهولندا. قنصل شاب حمل معه إرادة التغيير حينما عُين في منصبه الجديد في يناير العام الماضي، والآن يعود إلى المغرب مغمورا بشعور "الرضا" عما حققه "مع الشرفاء" من أفراد الجالية المغربية من إنجاز "لم يكن سهلا".

"جئت بنية التغيير وإحداث التغيير (...) وهو تغيير ليس سهلا. إنها أوراش كبرى ونحن قطعنا فيها أشواطا مهمة"، يقول سليم العاصمي في حديث لإذاعة هولندا العالمية التي قامت بجولة معه في البناية الجديدة. لم تكن العملية سهلة وكان عليه مقارعة رياح مقاومة للتغيير، بل تعرض للتهديد ووصف بـ "المتعجرف" وهناك من ساومه كي يبقي الأمور على ما هي عليه: "شحال خصك؟" (كم تريد؟)، إلا أن كل ذلك لم يثنه عن تحقيق هدفه. "تعذبت ولكنني أصررت على إنجاز مهمتي".

من الصفر

التحق سليم العاصمي بعمله يوم 11 يناير 2010 "وهو تاريخ لن أنساه" لما له من رمزية في تاريخ المغرب، يقول العاصمي (45 سنة) المزداد في مراكش. كانت بناية القنصلية القديمة في حالة يرثى لها من ناحية المرافق وظروف العمل والتعامل مع المواطنين. "ساعدني الحظ لأنني بدأت من الصفر". يقصد العاصمي أنه انتقل إلى مقر آخر عوض البناية السابقة التي "ما تزال في ملكية المغرب". إلا أن العثور على مأوى مناسب للقنصلية الجديدة لم تكن عملية سهلة. "اتصلنا بعدة وكالات عقارية وعقدنا اجتماعات في القنصلية (القديمة)، إلا أننا لم نتلق ولو جوابا واحدا منها". ويرجع العاصمي السبب إلى أن ممثلي الوكالات العقارية عندما يلاحظون الحالة المزرية التي وصلتها بناية القنصلية، يخشون من الدخول في مغامرة غير محمودة العواقب.

شرع العاصمي في مهمته بالاختلاط بالموظفين وزار المساجد التي تقع ضمن دائرة قنصليته ليشرح خطته والاستماع للمواطنين. "كنت أتناول الكلمة مباشرة بعد أن ينهي الإمام الصلاة. أقدم نفسي للمواطنين وأشرح لهم خطتي وأطلب منهم العون والمساعدة وأستنهض فيهم النخوة والشهامة".

قيامة

خلال إحدى جولاته على المساجد، قام أحد المواطنين وخاطبه قائلا: "إذا نفذت ما تقوله، فستقوم القيامة". وفي غمرة "الحماسة" والرغبة في إنجاح مهمته أجابه: "وأنا من سيقيم هذه القيامة"! كان العاصمي على علم بالصعوبات التي ستواجهه في إنجاز مهمته وقبل "التحدي".

"كان تعييني تكليف وتشريف وكان بالنسبة لي أيضا تحدي ورهان كبير كان علي كسبه خدمة للجالية وخدمة لوطني. جئت بنية التغيير وبإحداث التغيير وكنت طبعا على علم بوضعية القنصلية".

القنصلية التي يتحدث عنها هي قنصلية دينبوش في إقليم برابنت التي تقدم خدماتها لما يربو عن 60 ألف مواطن من أصل مغربي، وهي إحدى القنصليات الأربعة التي أقامها المغرب في هولندا وكان آخرها قنصلية مدينة أوتريخت وأقدمها قنصلية أمستردام. وكان المواطنون كثيرا ما يعبرون عن استيائهم من طريقة تعامل القنصليات المغربية في هولندا مع المواطنين، وهو تعامل غالبا ما يطبعه الجفاء والتعالي فضلا عن الرشوة والتزوير والمحاباة واستغلال السلطة، هذا دون الحديث عن غياب المرافق الصحية وما إلى ذلك من أمور أوصلت المواطنين إلى درجة اليأس من التغيير. "كل ذلك كان موجودا فعلا ، ومن يدعي غير ذلك فهو يكذب على نفسه"، يؤكد القنصل العام المنتهية مهمته يوم 31 آب أغسطس المنصرم.

لا تعليق

ظروف العمل في البناية الجديدة تحسنت بشكل واضح، موظفة استقبال تتحدث اللغات الهولندية والعربية والأمازيغية. "حينما أخاطب الناس بالأمازيغية وكأنني أفتح أمامهم أبواب الجنة"، تقول موظفة الاستقبال. كما أن طريقة العمل تتم وفق منظومة رقمية ترتبط مباشرة بالإدارات المعنية في المغرب، و "لا نغادر المكان حتى ننهي كل الملفات"، يؤكد السيد العاصمي.

من الأمور التي كانت تشين صورة القنصلية السابقة هو وصول يد بعض "المتنفذين" من تجار المخدرات إلى التحكم في بعض مفاصل القنصلية. وكانت إذاعة هولندا العالمية حصلت في هذا الصدد على شهادات من بعض الأعوان المحليين السابقين أكدت كلها على مدى النفوذ الذي "تمتع" به في الماضي بعض المهربين داخل القنصلية. وحينما حاولت الإذاعة التأكد من السيد العاصمي من هذه المزاعم أو نفيها، اكتفى بالسكوت قبل أن يقول: "لا تعليق".

المستقبل

لا يدري سليم العاصمي ما نوع مهمته القادمة ولا أين سيتم تعيينه رغم ما يشاع من أنه سيعين في منصب سفير. كما أنه لا علم له بمن سيخلفه في مهمته. ألا يخشى من تدهور الأوضاع في القنصلية مجددا بعده؟ "هذا مستبعد"، يؤكد السيد العاصمي "ولا يمكن الرجوع إلى الوراء، فالتغيير قد بدأ".

في غرفة مكتبه شاشة تسجل حركات وسكنات الموظفين والمواطنين وكأنه ’الأخ الأكبر‘ في رواية جورج أورويل الشهيرة. "أراقب كل شيء وعندما ألاحظ تأخرا في خدمة مواطن ما أتدخل".

خلال جولتنا في مبنى القنصلية لاحظنا كيف أن القنصل العام يتفقد كل شيء حتى المرافق الصحية التي بدت نظيفة. "هل يمكن القول إنك قنصل عام وفي نفس الوقت بواب"؟ ودون تردد أجاب: "نعم! القنصل يجب أن يكون مستعدا للقيام بكل شيء".

12-09-2011

المصدر/ إذاعة هولندا العالمية

فيضانات إسبانيا

فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق...

01 نونبر 2024
فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق المتضررة

تتعبأ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق...

Google+ Google+