على الرغم من عمر المطعم القصير، وولادته في عز تفجر الأزمة المالية العالمية أي في 2008، فإن صاحبه يوسف بنزهة يرى أن مطعمه استطاع أن يجد له مكانته الخاصة في مشهد مطاعم المنطقة، التي تكثر فيها المطاعم العربية ومن بينها المغربية. وكان إقدام بنزهة على افتتاح المطعم في عز الأزمة المالية مغامرة حقيقية، خاصة أن سلسلة مطاعم «بيتزا إكسبريس» التي كانت تؤجر المطعم لم تستطع الصمود، وقررت التوقف عن العمل مع اشتداد الأزمة المالية وتبعات الركود الذي ضرب الاقتصاد، وأثر على الناس الذين فقد الكثيرون منهم وظائفهم.
يوسف بنزهة الذي كان يعرف المحل جيدا، بحكم أنه كان يملك محلا صغيرا يطل عليه. ويروي يوسف لـ«الشرق الأوسط» كيف أنه كان يحلم بتملك ذلك المحل يوما، وبتحويله إلى مطعم مغربي، وما إن حانت الفرصة مع وقف «بيتزا إكسبريس» نشاطها فيه، حتى قرر خوض المغامرة، على الرغم من تحذيرات الكثيرين له من أن الوضع الاقتصادي غير مناسب. قام يوسف باستئجار المطعم من مالكه الأصلي، وبما أن المحل كان في الأساس جاهزا للعمل كمطعم، فإن التجهيزات الخاصة بالطبخ كانت تقريبا كلها جاهزة، غير أن يوسف قام بوضع لمساته الخاصة عليه، حيث قام بإعادة تصميم ديكور المطعم وبمفرده، حيث قام بتصميم ديكور تقليدي مغربي، أعطى للمكان بعدا آخر، وحرصا على إعطاء بصمة حقيقية أصلية مغربية للمكان، قام يوسف باستجلاب الأثاث والإكسسوارات من المغرب.
وقد وفق يوسف في إخراج المطعم في أفضل حلة، على الرغم من أنه كان يعمل في أوقات فراغه من التزاماته الوظيفية، حيث إنه إذا دخلت إلى المطعم تبهرك فعلا الأجواء الخاصة بالألوان والمطارح والمخدات، المغرية بجلسات سمر واستمتاع.
وبخبرته الإدارية بحكم عمله كأحد المديرين في شركة «يوروستار» للقطارات السريعة الرابطة بين بريطانيا وأوروبا (خاصة عبر فرنسا وبلجيكا) عبر النفق المحفور تحت بحر المانش، استطاع يوسف وضع «قطار مرحبا» على السكة بسرعة، لينطلق بسرعة فائقة فاجأت يوسف نفسه، ليقرر في الأخير ترك عمله في «يوروستار» على الرغم من أنه كان رقم 2 في فرع الشركة في لندن، والتفرغ لقيادة قطار «مرحبا».
ويعترف يوسف بأن المطعم أعطاه نظرة مغايرة للأشياء، وفي مقدمتها نظرته لإرثه الثقافي المغربي، واكتشاف مدى تنوعه وثرائه، سواء بمطبخه الغني الشهي أو بأجوائه الساحرة.
ويرى يوسف أنه من بين أسباب نجاح «مرحبا» هو المحيط الترحيبي والمفتوح دائما، الذي يوفره، وإشعار الزبون بأنه في بيته، وفي هذا الصدد يؤكد يوسف أن للمطعم زبائن دائمين أصبحوا كأنهم جزء من العائلة. ويذكر حالات كثيرة لزبائن قطعوا مسافات طويلة، وجاءوا حتى من خارج لندن ليعيشوا تلك الأجواء في المطعم. ويشير يوسف إلى أنه على الرغم من أن المطعم يقدم في غالبيته أطباقا مغربية، ويستقطب كثيرا زبائن مغربيين كثيرين، خاصة أن بالمنطقة جالية تاريخية مغربية ضخمة، ربما هي الأكبر في لندن، فإن المطعم يستقطب زبائن كثيرين من باقي الدول العربية، من لبنانيين ومصريين وجزائريين.
ويذكر يوسف أن شهر رمضان يشكل دائما فرصة لتعزيز ذلك الجو الترحيبي الذي يميز «مرحبا»، حيث ينظم إفطار وسحورا خاصين، وبأسعار تفضيلية جذابة.
وعن الأطباق المغربية المقدمة في «مرحبا»، يؤكد يوسف أنها أطباق مغربية أصيلة تطبخ وتقدم تماما مثلما تطبخ في المغرب. وتشرف على مطبخ «مرحبا» «الشيف» المغربية الإدريسية بوكراع، التي لها خبرة طويلة في العمل المطبخي، سواء في داخل المغرب وخارجه. وأكدت الإدريسية لـ«الشرق الأوسط»: «إن كل الأطباق المغربية المقدمة في مطعم (مرحبا) تحضر تماما كما في المغرب، وليس فيها أي تحوير». وإلى جانب الأطباق المغربية تقدم في المطعم أطباق عربية أخرى خاصة اللبنانية والجزائرية.
10-010-2011
المصدر/ جريدة الشرق الأوسط