وصلت مانشي التي تسمي نفسها مانسي تسهيلا لغير الصينين، وصلت في نهاية شهر أغسطس بصحبة عشرة من زملائها من مدينة شنغهاي وكان انطباعها منذ اللحظة الأولى إيجابيا.
" مكان جميل جدا للعيش والدراسة فيه. الجو العام هادئ ويدعو للاسترخاء والناس هنا في غاية اللطف. أنا قصيرة القامة والهولنديون من اكثر شعوب العالم طولا ولكن مع ذلك لا أحس بمسافة بيني وبينهم نتيجة الابتسامة الدائمة التي تعلو وجوههم".
أفلحت مانشي في الحصول على سكن بمساعدة الجامعة، رغم أنه بعيد نسبيا خلافا لما تريد إلا أنها مسرورة لان ذلك يتيح لها التعرف على أجزاء أخرى من المدينة وتلتقي بأناس جدد.
"أعيش الآن في سكن طلابي بصحبة عدد من الطلاب من جميع أنحاء العالم نطبخ ونحتفل ونتجول في أنحاء المدينة. مجموعة منفتحة ويسهل التواصل معها. مثل هذه البيئة تتيح التعرف على ثقافات أخرى".
أما عن الأكل في هولندي فمانشي مندهشة من جودته ومذاقه.
" أكل صحي بدرجة لم اتوقعها. الحليب طيب كما أحببت الجبن الهولندي مع أني لم أكن من المحبين للجبن في الصين. هنالك سوق للأسماك يفتح في أيام الثلاثاء والجمعة والسبت أذهب إليه كلما واتتني الفرصة".
لم تفتقد مانشي الطعام الصيني لأنها تعده بنفسها هنا، وهو أمر طريف بالنسبة لها لأنها لم تكن تعتني بالطبخ حينما كانت في الصين.
رياح وأمطار
الطقس في هولندا من المفاجآت السارة بالنسبة لها خاصة بعد التحذيرات التي سمعتها من طلاب قدامى بأن الطقس هنا يشهد أمطارا ورياحا بشكل مستمر.
" كنت خلال فترة أسبوعين اذهب إلى الجامعة ومنها مستخدمة الدراجة ولم يكن الطقس إطلاقا بالسوء الذي تخيلته. يكون الجو غائما في الغالب ولكن الرياح السريعة سرعان ما تحمل السحب بعيدا لتشرق الشمس وهو منظر جميل. يخرج الناس عادة للاستمتاع بالشمس في مثل هذه الحالة وكنت انضم إليهم بكل سرور".
تقر مانشي بأنها ليست من المغرمين بركوب الدراجة ولكنها تجتهد في هذا الجانب ولحسن الحظ فإن الناس في مدينة خرونيغن يميلون للاسترخاء خلافا لإيقاع الحياة الغربية السريع.
" كامل أسلوب الحياة هنا يطبعه الاسترخاء ليس ثمة عجلة ولا يدفعك أحد في سبيل هرولته الى وجهة ما. حتى أصحاب السيارات يتوقفون لإتاحة الفرصة لك كي تعبر الشارع وهذا أمر غاية في اللطف".
هذا الاختلاف في إيقاع الحياة تعتبره مانشي من أكبر الفروقات بين مدينة خرونيغن الهولندية وبين شنغهاي، إضافة للتلوث.
" ولأن إيقاع الحياة بطئ هنا في هولندا فإن الناس لديهم الوقت لتحيتك حتى وإن كنت غريبا عليهم. البلد هنا ذات طابع عالمي رغم أن شنغهاي أيضا مدينة عالمية ولكن خرونيغن مدينة طلابية يؤمها الطلاب من جميع أنحاء العالم وهو ما يميز المجتمع هنا عن بقية الأماكن الأخرى".
كورسات
تقول مانشي كذلك أن هنالك فرق كبير في الطريقة التي تنظم بها الفصول الدراسية في هولندا. في شنغهاي كانت تحصل على إحدى عشر كورسا في الفترة الدراسية الواحدة أما هنا فتحصل على ثماني كورسات.
" أحببت هذه الطريقة في تقسيم الدراسة. لا نحصل على مواد كثيرة في الفترة الدراسية الواحدة مما يتيح لنا الوقت الكافي في التفكير في المواد التي نحصل عليها، ووقت كافي لمراقبة العالم من حولنا ومحاولة تطبيق المعرفة التي حصلنا عليها لتحليل ما يحدث من حولنا في هذه اللحظة. لم نعد في سباق مع الزمن ومع بعضنا كما يحدث في شنغهاي".
لا يحصل الناس على فرصة للتحدث في الصين بسبب الكثافة السكانية العالية ولكن لدى الطلاب هنا الوقت الكافي للتحدث حتى مع البروفيسورات، تضيف مانشي.
ونتيجة للسياسة الهولندية المتسامحة تجاه المخدرات والدعارة المنظمة فإن الكثير من الآباء يساورهم القلق على أبنائهم الذين يأتون إلى هنا للدراسة. تقول مانشي أنه ليس ثمة داعي للقلق من مثل هذه المسائل.
" هناك قدر من الأمان نتيجة الانفتاح المتوفر في المدن حيث يتعلم كل فرد تحمل مسئوليته لهذا لا أعتقد أن الأمر بمثابة المشكلة بقدر ما هو مسألة اختبار للأفراد".
11-10-2011
المصدر/ إذاعة هولندا العالمية