الأربعاء، 03 يوليوز 2024 16:25

طرابلس- المهاجرون الأفارقة لا يأملون بمستقبل في ليبيا الجديدة

الإثنين, 31 أكتوير 2011
على الساحل القريب من طرابلس يقبع مئات المهاجرين الأفارقة في مخيم مريع للاجئين الذين فقدوا الأمل في العثور على عمل وغير قادرين في الوقت نفسه على العودة إلى ديارهم.

فوسط هذا الخراب المليء بنفايات مركز تدريب سابق للقوات الخاصة التي كانت تابعة للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يأمل هؤلاء اللاجئون كل يوم في ان يأتي احد ليعرض عليم عملا او يحمل إليهم طعاما، حتى وان كانت حياتهم اليومية مطبوعة خصوصا بالعنصرية والهجمات والسرقات.

ويروي انطوني الذي كان يعمل في ورشة بناء قبل النزاع الذي اجبره على اللجوء إلى مخيم سيدي بلال "منذ أن وصلنا إلى هنا نأمل ونتوسل الى الله عسى تأتي المساعدة يوما من مكان ما".

وأضاف "تعرضت للضرب المبرح والنهب مرات عدة حتى هنا في المخيم. واحيانا عندما نخرج الى الشارع يقذفنا الناس بالحجارة بسبب لون بشرتنا".

ومعظم المقيمين ال700 في المخيم هم من الشبان النيجيريين الذين هربوا من طرابلس أواخر غشت الماضي عندما سقطت العاصمة في أيدي قوات المجلس الوطني الانتقالي.

وكانوا يغسلون السيارات ويحرثون الحقول ويعملون في الورش.. في أعمال لا تجذب الليبيين لكنها حظرت عليهم منذ ان استعان معمر القذافي بشكل مكثف بمرتزقة من افريقيا جنوب الصحراء الكبرى بهدف قمع التمرد.

والسكان المحليون الذين كانوا بالكاد يتقبلون وجود أفارقة عزيزين على قلب "قائد الثورة" باتوا لا يخفون عداءهم لهم وبات صاحب الجلدة السوداء غير مرحب به في ليبيا الجديدة.

"ووجود أفارقة هناك يطرح مشكلة" كما قال مقاتل سابق موال للمجلس الوطني الانتقالي مكلف امن المخيم ببرودة.

وأضاف "انه ليس وضعا سليما. فهم ياكلون بشكل سيء ويتقاتلون فيما بينهم وبعضهم جاءوا بدون جواز سفر ويحملون معهم أمراضا وذلك فقط للعبور الى أوروبا".

واستطرد "الأفضل طردهم الى بلادهم".

وقد غادر مئات ألاف المهاجرين فعلا ليبيا منذ اندلاع النزاع في شباط/فبراير الماضي, لكن من بقي في سيدي بلال يمثلون جزءا صغيرا جدا من عشرات الآلاف ما زالوا في البلاد بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

وفي المخيم يقول معظم المقيمين أنهم بالرغم من انتهاء المعارك لا يشعرون بالأمان ويريدون العودة إلى ديارهم. لكنهم لا يستطيعون ذلك بدون المال وجوزات السفر وفي غياب تمثيل قنصلي نيجيري في طرابلس.

و"بعضهم لا يريدون العودة لأنهم جازفوا بكل شيء للوصول الى هنا" على ما قال جيريمي هاسلام رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا "لكن هناك اخرين تواقون للعودة وهم ينتظرون بيأس اذنا موقتا للسفر".

وأضاف أن "الوضع دقيق لاسيما وان المجلس الوطني الانتقالي يريد على ما يبدو تقييد سياسته الخاصة بالهجرة وتقليص المساعدة للمخيم تخوفا من أن يستقر فيه المهاجرون بصورة دائمة".

واعتبر انطوني الذي يرغب في البقاء بالرغم من المخاطر "الان مع تحرير ليبيا من نير الحكومة السابقة يفترض ان تكون ليبيا حرة بالنسبة للجميع".

وتابع ان "العودة الى عائلتي فارغ اليدين لن تكون فكرة جيدة".

لكن اولئك الذين يحلمون مثله بمستقبل في ليبيا الجديدة هم قلة نادرة. وقال لاري (33 عاما) الأب لثلاثة اولاد "جئت الى هنا للعمل وكسب المال لعائلتي. لكن عندما بدأت الأزمة تغير كل شيء. وألان أريد فقط العودة إلى دياري وبدء حياتي من جديد".

31-10-2011

المصدر/ وكالة الأنباء الفرنسية

مختارات

Google+ Google+