في أجواء من السرور وطقس معتدل نسبيا، توجه آلاف النساء والرجال المسلمين من المقيمين في الأحياء الشمالية من العاصمة الفرنسية باريس لأداء صلاة عيد الأضحى، أمس، في ثكنة عسكرية سابقة تقع في جادة «ناي». وكانت الثكنة قد أجرت لجمعيات إسلامية لحل مشكلة ازدحام المساجد واضطرار المسلمين للصلاة، أيام الجمع، في الشوارع وعلى الأرصفة.
وبدت السعادة على الشيخ حمزة، إمام أحد مسجدين صغيرين يقعان في حي «لاغوت دور»، وهو يشاهد كل هؤلاء المصلين الذين جاءوا منذ ساعات مبكرة لأداء صلاة الجماعة. وقال إن الثكنة، التي حولت إلى مسجد منذ أواخر الصيف الماضي، كانت تستقبل ما بين 6 و7 آلاف مصل أيام الجمع، لكن العدد بلغ نحو 10 آلاف، أمس. وقد اضطر الكثير من المسلمين إلى افتراش الساحة الواقعة خارج قاعتي الصلاة، بعدما غصت هذه الثكنة بالمصلين من النساء والرجال. هذا، واعتاد الفرنسيون على استخدام مفردة «العيد» العربية للدلالة على عيد الأضحى. وأوضحت الصحف المحلية القليلة التي تصدر صباح الأحد، وكذلك المواقع الإخبارية على الإنترنت، معنى احتفال المسلمين بهذا العيد والمغزى من ذبح الأضاحي. مع العلم أن جهات معينة تتولى تنظيم الذبح حسب الشريعة الإسلامية، بإشراف مسؤولي المساجد وبشكل لا يتعارض وتقاليد السلامة الصحية المتبعة في أماكن الجزارة. وجاء التنظيم ليضع حدا لاعتراضات أوساط وشخصيات عنصرية، مثل الممثلة المعتزلة بريجيت باردو، على أسلوب ذبح الأضاحي. وإذا كان جزء صغير من مشكلة توفير أماكن العبادة للمسلمين في فرنسا وجد الحل في الثكنة التي حولت إلى قاعة للصلاة، فإن مئات الآلاف من المهاجرين المقيمين في مدن ليون ومرسيليا وغرينوبل وتولون وغيرها، ما زالوا يضطرون للصلاة في مرائب السيارات أو الحدائق أو على الأرصفة لعدم توفر مساجد تفي بحاجة أكثر من 6 ملايين مسلم يقيمون في فرنسا.
9-11-2011
المصدر/ جريدة الشرق الأوسط