فخلال السنوات الاربع الماضية ومع التغيرات الكبيرة في المشهد السياسي الهولندي، أصبحت متابعة القضايا السياسية من الأمور الشائعة في هذا الوقت خاصة بعد وصول الحزب الليبرالي لقيادة البلد في أول حكومة أقلية برلمانية تشهدها البلاد، مدعومة من قبل حزب شعبوي "حزب الحرية اليميني" والذي من أولى واهم أجنداته محاربة ومنع الهجرة الى هولندا وخصوصاً القادمين من البلدان الغير أوربية.
الإيرانيون الأكثر اهتماماً بالسياسة
تحتل الجالية الإيرانية المرتبة الأولى من حيث الاهتمام بالقضايا السياسية في هولندا بحسب المركز الهولندي للإحصاء، حيث يعيش في هولندا أكثر من 30 ألف شخص من أصول إيرانية. غير ان الجالية الإيرانية تمثل نسبة صغيرة اذا ما قورنت بالجاليات الأخرى كالتركية او المغربية، لكنهم الاكثر اهتماما بالقضايا السياسية.
العراقيون هم الاكثر تصويتاً من بين الجاليات الاخرى مثلما ظهر خلال الانتخابات البرلمانية. وتعتبر الجالية العراقية متوسطة الحجم مقارنة بالجاليات الاخرى حيث يعيش حوالي 50 ألف شخص من اصول عراقية في هولندا، غير انهم يوازون الهولنديين في نسبة التصويت في الانتخابات.
اما الصينيون فلا تثير السياسة الهولندية اهتمامهم على الرغم من كبر الجالية الصينية في هولندا حيث تشير الاحصاءات الى ان ما يقارب من 145 ألف صيني يعيشون في هولندا وأقل من نصف هذا العدد لديهم اهتمام بالسياسة الهولندية، كذلك نسبة تصويت الصينيين منخفضة جداً في الانتخابات التشريعية.
يذكر هنا ان الاشخاص الذين يحملون الجنسية الهولندية لهم الحق في التصويت في الانتخابات البرلمانية "الغرفة الثانية"، في حين يحق للمقيمين في هولندا بصفة قانونية التصويت في انتخابات المجالس البلدية.
الهولنديون والهولنديون الجدد
يطلق مصطلح الهولنديون على سكان البلاد الاصليين، اما الهولنديون الجدد فهم الحاصلون على الجنسية الهولندية وكذلك من يكون أحد أبويه ولد في أعرض غير هولندية. وقد شهدت هولندا في ستينيات القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية توافد نسبة كبيرة من المغاربة والاتراك حيث يمثلان فيها اكبر الجاليات من اصول اجنبية.
في العام 2009 بلغت نسبة الاهتمام بالسياسة الهولندية بالنسبة للسكان الاصليين 77% اما في اواسط الجاليات الاخرى "الهولنديون الجدد" فكانت نسبة الاهتمام بالقضايا السياسية لديهم اقل. الايرانيون كانوا هم الاكثر اهتماماً بالسياسة بعد الهولنديين بنسبة 72% يليهم السورناميون بنسبة 69%. أما الجالية الصومالية فكانت كانت هي اقل الجاليات اهتماماً بالسياسة.
تشير احصائيات المركز الهولندي للاحصاء الى ان الجاليات التي يتمتع افرادها بنسب تعليم عالية هم من يكون اهتمامهم اكبر بالقضايا السياسية، وكلما ارتفعت نسبة التعليم بين ابناء الجالية زاد اهتمامهم بالحياة السياسية.
العراقيون يوازون الهولنديين
في العادة لا يصوت الكثير من الهولنديين الجدد في الانتخابات، لكن الجالية العراقية مثلت استثناء في نسبة التصويت. حيث صوت 83% من العراقيين في الانتخابات البرلمانية وهي نسبة كبيرة توازي نسبة اقبال الهولنديين في التصويت. اما البولونيون فكانوا هم الاقل نسبة في الذهاب لصناديق الاقتراع بنسبة بلغت 40% يليهم الصينيون.
عادة ما تتفوق نسبة الرجال من اصول غير هولندية في التصويت في الانتخابات البرلمانية. حيث يولي الرجال اهتماما اكبر بالقضايا السياسة من النساء، لكن هذه النسبة تتساوى فقط عند الجالية السورينامية وجزر الانتيل حيث يذهب نفس العدد للتصويت. بينما تتفوق البولونيات على نظرائهن من الرجال.
5-12-2011
المصدر/ إذاعة هولندا العالمية