وكان البركاني يشغل حتى تعيينه اليوم الأربعاء مسؤولية ضمن الفريق الحكومي لحكومة الحكم الذاتي لمدينة مليلية برئاسة خوان خوسي إمبرودا وهو ينتمي الى الحزب الشعبي، كما كان يترأس معهد الثقافات التي نظم عدد من الأنشطة الثقافية. وتميز خلال وجوده في الحكومة بالإشراف على شؤون المدينة ولاسيما الشق المتعلق بالساكنة المغربية المسماة في القاموس السياسي والإعلامي الإسباني ب "مسلمو سبتة ومليلية". كما كان يتولى البرلكاني وهو طبيب في بعض الأحيان التفاوض مع سلطات الناظور وأساسا خلال فترات التوتر عندما قام عدد من نشطاء المجتمع المدني في الناظور بإغلاق الحدود مع مليلية منذ سنة ونصف تقريبا كرد فعل على اعتداءات قامت بها الشرطة الإسبانية ضد مغاربة.
وعتبر تعيين البركاني في هذا المنصب الحساس الأول من نوعه في تاريخ إسبانيا خلال العقود الأربعة الأخيرة، أي منذ حدوث الانتقال الديمقراطي في أواسط السبعينات، لشخص تعود جذوره الى المغرب ويعتنق الديانة الإسلامية. وقد سبقه لمنصب مشابه ولكن ذو طابع عسكري، الحاكم العسكري، الماريشال أمزيان في الخمسينات عندما عينه الجنرال فرانسيسكو فرانكو حاكما عسكريا لإقليم غاليسيا ثم لإقليم جزر الكاناري قبل أن يلتحق بالجيش المغربي غداة الاستقلال.
ويبقى مصطفى أبرشان هو الوحيد الذي جرى اختياره في صناديق الاقتراع كرئيس لبلدية مليلية سنة 1999 عن حزب ائتلاف مليلية الذي كان يضم أساسا الساكنة المسلمة من المدينة، وتعرض لاحقا لمناورات سياسية من طرف الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي انتهت بالإطاحة به. مصطفى أبرشان
ويحمل تعيين البركاني قراءات متعددة من ضمنها محاولة حكومة الحزب الشعبي إدماج الإسبان من أصول مغربية في السياسة المحلية، ويرى البعض الآخر أن هذا التعيين مقدمة ليكون البركاني مستقبلا وزيرا في حكومة ماريانو راخوي، ورحب الكثير من مسلمي المدينة بالتعيين لأنه سيكون لهم مخاطب مستقبلا يعرف مشاكلهم واهتماماتهم وتطلعاتهم.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق عن السلطات المغربية وكيف ترى تعيين مندوب حكومي من أصول مغربية في مدينة محتلة، ومن المحتمل جدا أن لا يصدر أي تعليق.
2-01-2012
المصدر/ موقع ألف بوست