تقدم طاطا ميلودة، الفكاهية والراقصة المغربية المعروفة بفرنسا، في 17 فبراير الجاري، أول عروضها بالمغرب، وذلك بقاعة مولاي رشيد، على هامش أنشطة المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء.
العرض، الذي ينظم بشراكة مع المعهد الفرنسي للدار البيضاء، يحمل عنوان "طاطا ميلودة... تحيا الحرية"، وتتذكر من خلاله المرأة "الظاهرة" بعض مراحل حياتها الصعبة والظروف المجحفة التي تعانيها المرأة العربية، وصعوبة العيش في مدينة بدون أوراق إقامة، وفي مجتمع غريب لا تفهم لغته وثقافته، في إشارة إلى تجربتها الشخصية التي قادت هذه المرأة البدوية من مسقط رأسها بمدينة سطات، سنة 1989، إلى باريس، مدينة الأنوار، تاركة وراءها زوجا قاسيا عنيفا و6 أبناء.
استطاعت طاطا ميلودة، واسمها الحقيقي ميلودة شقيق، (من مواليد سنة 1951)، أن تصبح ظاهرة فنية حقيقية في فرنسا، بعد أن انخرطت في دروس محو الأمية من أجل تجاوز العقدة التي لازمتها منذ الصغر، بعد أن رفض والدها إدخالها المدرسة وقال لها "المدرسة للأولاد فقط"، وانفتحت بعدها على الورشات والفرق المسرحية التي جعلتها تكتشف "السلام" (النصوص الشعرية المرتجلة على الخشبة) وتتعرف بعد ذلك على عدد من المشاهير في فرنسا مثل فابريان مارسو، المعروف باسم "غران كور مالاض"، الذي أعجب بموهبتها وكان يناديها "طاطا" احتراما لها، قبل أن يفتح لها "كباري سوفاج" و"كوميدي كلوب" لجمال الدبوز، أبوابهما، حيث قدمت من خلالهما عروضها الشيقة التي جعلت اسمها ينتشر على صعيد فرنسا كلها. أما حلمها اليوم، فهو المرور في برنامج "لو بلو غران كاباري دو موند" مع باتريك سيباستيان.
تقول في حوار أخير لها مع جريدة "لوباريزيان": "لقد هربت من زوج عنيف، وبلد يصر على أن يسجن المرأة في الجهل والصمت. اليوم أشعر بأنني حرة وأشجع جميع النساء على أن يكسرن طابو الصمت".
تكتب طاطا ميلودة نصوصها بنفسها، لتشجع من خلالها المرأة على نشدان الحرية والانعتاق من قيود التقاليد البالية التي تكرس قهرها، والتمرد على سلطة الأزواج القساة العنيفين، كما تحض جميع النساء على التعلم وتثقيف أنفسهن، لأنها الوسيلة الوحيدة التي تمكنهن من فرض كيانهن، حسب ما صرحت غير ما مرة لوسائل الإعلام الفرنسية.
يشار إلى أن طاطا ميلودة هاجرت إلى فرنسا هاربة من العنف الزوجي، بعد أن زوجها والدها في سن صغيرة. وهناك اشتغلت مربية وخادمة... وكانت تحفظ من الفرنسية ثلاث كلمات هي "بونجور" (صباح الخير) و"ميرسي" (شكرا) و"أوروفوار" (إلى اللقاء)، قبل أن تنخرط في دروس لمحو الأمية سرعان ما تخلت عنها بعد أن وجدت صعوبة كبيرة في التعلم، لكن عزيمتها وقوة إرادتها، جعلتاها تعاود الكرة، إلى أن تمكنت من اللغة وأصبحت قادرة على ارتجال نصوصها بنفسها فوق خشبات أكبر المسارح الموسيقية الفرنسية، نصوص حاملة لقيم الانفتاح وحرية التعبير وتجاوز جميع العراقيل والصعوبات الاجتماعية، تمتحها "طاطا" من عمق تجربتها الشخصية.
7-02-2012
المصدر/ جريدة الصباح