بحضور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل و أكثر من 120 ممثلا عن جمعيات واتحادات للمهاجرين اختتمت في برلين الدورة الخامسة لقمة الإندماج وذلك بالإعلان عن "خطة عمل وطنية " تركز على السياسات المستقبلية في العملية الاندماجية.
كانت المستشارة أنغيلا ميركل هي التي أعلنت عن قمة الإندماج لأول مرة عام 2006. آنذاك - كما تتذكر المستشارة الآن –"كانت هناك تعهدات من جانبنا، ورغم تشكك الكثيرين منها تم تطبيقها". والآن تضيف المستشارة " يجب علينا اختيار نموذج من النماذج الكثيرة القائمة ووضع هيكلة دائمة". ولاحظت أنه "يجب علينا الآن أن نكون أكثر التزاما ووضوحا تجاه الأهداف المنشودة، و بالخصوص التحول شيئا فشيئا من المرحلة النموذجية إلى مرحلة النهج الدائم للعملية الاندماجية". وبتصريحاتها هذه يبدو أن المستشارة ميركل تنهج في موضوع اندماج المهاجرين سياسة الخطوات التدريجية في وقت ينتقد فيه البعض أن مثل تلك السياسات لا تؤدى إلى التطبيق السريع للإجراءات. غير أن المستشارة تؤكد " إن عددنا، نحن الألمان، يتناقص ويتضاءل، في حين يرتفع فيه عدد المنحدرين من أصل مهاجر. فتعدديتنا تزداد. والاندماج يشكل إثراءا لها ولذلك فمن الجدير السير على هذا الدرب".كل خطة عمل تحتاج طبعا إلى واقع ملموس. فإلى جانب تشجيع المعرفة باللغة الألمانية يجب أيضا تطبيق عدد من الإجراءات السياسية مثل تشغيل المنحدرين من خلفية مهاجرة في الوظيفة العمومية لأن ذلك "سيمنحهم صورة مثالية داخل المجتمع" ، كما أكدت المكلفة بقضايا الاندماج لدى الحكومة الإتحادية ماريا بومر، مشيرة أيضا إلى أنه من الضروري الرفع من عدد المنحدرين من خلفية مهاجرة في مختلف المجالات، سواء في ميدان التدريس أو في خدمات رجال المطافئ أو في الوظيفة العمومية. وحسب خطة العمل هذه فإن الحكومة الإتحادية تسعى الى فتح قطاعات أخرى للمنحدرين من أصل مهاجر مثل الخدمة المدنية الطوعية أو في أجهزة الأمن وفي قطاع الإعلام أيضا. فمن بين 50 صحفيا في ألمانيا – حسب الإحصائيات - نجد صحفيا واحدا من أصل مهاجر. ومثل هذا الوضع لا يضمن للمهاجرين مكانة لائقة في القطاع الإعلامي.
وتؤكد المكلفة بقضايا المهاجرين لدى الحكومة الاتحادية ماريا بومر أن ألمانيا تسعى إلى وضع هياكل وأنظمة تنطلق من ثقافة الترحيب بالمهاجرين وخلفيتهم . من جهتها أكدت رئيسة وزراء ولاية تورينغن نيابة عن كل الولايات الإتحادية "أن العملية الإندماجية قضية تهم الجميع"، وأشارت إلى "أن المهاجرين يلعبون دورا مهما في تحضير ألمانيا لمنظومة العولمة. كما تساهم اللغات الكثيرة للمهاجرين في إثراء مجتمع التعددية في ألمانيا".
وحسب خطة العمل التي تم الإعلان عنها في قمة الإندماج فإن الحكومة الإتحادية تسعى الى إدماج أفضل للمهاجرين في 11 مجالا ومنها مجال الصحة ورعاية المسنين وتشغيل المهاجرين في الوظيفة العمومية. ويأخذ محور اللغة والتعليم والتكوين المهني وفرص العمل أهمية كبيرة في خطة العمل الوطنية الخاصة بالاندماج. من جهته اعتبر المتحدث باسم الجالية العلوية Ertan Toprak أنه حان الوقت لتغيير مصطلح "المهاجر" وتعويضه بمصطلح "المواطن الألماني" وقال " نحن في حاجة الى وحدة المانية جديدة"، في إشارة الى المستشارة الألمانية التي ترعرعت في شرق ألمانيا قبل الوحدة الألمانية. واعتبر المتحدث أن التعاون داخل قمة الإندماج جيد، حيث "يتم هناك الحوار وتبادل الرأي بين الأطراف". واعتبر Toprak أنه " ليس هناك من دولة في العالم تتحرك سياسيا في موضوع الإندماج بشكل قوي مثل ألمانيا خلال السنوات الأخيرة" وبصرف النظر عما يمكن انتقاده في هذا الموضوع " يجب علينا أيضا العمل على استقطاب قلوب الناس أيضا" مشيرا الى أن "الحديث عن الإندماج في السنوات الأخيرة ركز كثيرا على الجوانب التقنية وأنه يجب علينا الأن أن نعمل لتطوير شعور جماعي".
ورغم حصيلة قمة الاندماج التي شارك فيها أكثر من 120 ممثلا عن مختلف الجمعيات والإتحادات الإسلامية وما تضمنته من توصيات وأفكار تم تدوينها في 471 صفحة، فقد كانت هناك أصوات منتقدة للمسار السياسي المتعثر في هذا موضوع، كما جاء ذلك على لسان نائبة رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي التي قالت "مع كامل الأسف لايتم الحديث عن النقاط المعقدة عند الحديث عن الإندماج مثل حق التصويت والجنسية المزدوجة أو غير ذلك من المواضيع التي تتسم بمواقف سياسية مختلفة". واعتبرت المتحدثة أن الإكتفاء بالحديث عن ضرورة تشجيع تعليم اللغة الألمانية أو التشبت بمثل هذه المواضيع فقط لا يفيد عملية الاندماج بشكل جيد.
8-02-2012
المصدر/ شبكة دوتش فيله