تم مساء يوم الاثنين بمدريد٬ تقديم مؤلف "إسبانيا المغرب.. جروح لم تلتئم" الذي يرصد الصورة المتداولة في وسائل الإعلام الاسبانية حول المغرب.
ويحلل هذا الكتاب٬ الذي ألفه الصحافي والمتخصص في علم الاجتماع المغربي محمد بوندي٬ خطاب وسائل الإعلام الاسبانية تجاه القضايا التي تهم المغرب فضلا عن شرح وتفسير الأسباب وراء استمرار مجموعة من الصور النمطية والأحكام المسبقة وأشكال التحيز والصور المشوهة الاسبانية تجاه المجتمع والواقع المغربي.
وحسب مؤلف الكتاب٬ الواقع في 304 صفحات والصادر عن دار النشر "ديوان"٬ فإن الهدف من هذا الإصدار يكمن في دراسة أشكال بناء الصورة التي تبثها وسائل الإعلام الاسبانية لجمهورها في ما يتعلق بالمغرب من خلال الافتتاحيات والخط التحريري والمقاربات الإيديولوجية.
وتنقسم هذه الدراسة إلى أربعة فصول تنبني على جذوع مشتركة للتحليل من أجل الإجابة عن فرضيات الدراسة حيث يقدم الفصل الأول الإطار النظري للكشف عن دور وسائل الإعلام الجماهيرية في ما يتعلق بالعلاقات المغربية الاسبانية.
أما الفصل الثاني فيتناول "عدم التوازن" الذي ميز لفترة تزيد عن قرن ونصف في تاريخ العلاقات المغربية الإسبانية٬ والتي تميزت٬ حسب المؤلف٬ بتعزيز الصور النمطية تجاه المغاربة في المقررات المدرسية والأدب والصحافة والسينما والخطابات السياسية.
وعكف المؤلف في الفصل الثالث من الكتاب على تحليل مضامين الصحف الاسبانية الواسعة الانتشار بهدف تحليل مدى استمرار النظرة السلبية تجاه المغرب وخصوصا في فترات التوتر بين البلدين.
ويلاحظ٬ حسب المؤلف٬ أنه خلال فترات التوتر بين البلدين يتم تسجيل ارتفاع في معدل إنتاج المواد الإعلامية والصورية والرسومات التفسيرية المتعلقة بالمغرب التي تتناول مواضيع بؤر التوتر بين البلدين.
أما الفصل الأخير فيعتمد تقنيات البحث السوسيولوجي والأدوات المنهجية٬ مثل استطلاعات الرأي٬ من أجل بلورة فكرة عامة حول الآثار المترتبة عن الأزمة في العلاقات الثنائية وسلوكيات الفاعلين السياسيين والاجتماعيين في إسبانيا.
ومن بين النتائج التي تم استخلاصها من خلال هذه الدراسة٬ أبرز الكاتب أنه على الرغم من النوايا الحسنة على المستوى الرسمي فإن "بذور وأجواء التوتر مافتئت تسيطر على الدوام على العلاقات السياسية التي تجمع بين الرباط ومدريد".
أما على الصعيد الاجتماعي٬ فأشار المؤلف إلى أن الوضع مختلف تماما٬ موضحا أن الاتصالات بين المجتمع المدني الاسباني والمغربي تعتبر "مثالية".
وأضاف أنه باستثناء بعض الحالات المعزولة فإن علاقات التعايش بين المجتمعين لم تتأثر من خلال سلوكيات عنصرية جماعية أو كراهية الأجانب حيال المهاجرين المغاربة.
وخلال تقديم مؤلف "إسبانيا المغرب.. جروح لم تلتئم" بمقر فيدرالية جمعيات الصحافيين الإسبان٬ وصفت رئيسة الفيدرالية٬ إلسا غونثاليث٬ هذا الكتاب بأنه "مصدر رائع" للمعرفة والمعلومات حول الأحداث التي ميزت التاريخ المشترك المعاصر لإسبانيا والمغرب.
وأشارت إلى أن الكتاب الذي يعرض بيانات "مهمة" حول الصورة التي تتناقلها وسائل الإعلام الاسبانية حول المغرب مفيد جدا بالنسبة للصحفيين والباحثين الإسبان الذين يرغبون في معالجة المواضيع المتعلقة بالمغرب.
ومن جهته٬ قال المؤرخ الاسباني والباحث في العلوم الاجتماعية٬ كانديدو مونثون٬ إن هذا المؤلف يحلل بعض الصور النمطية التي أصبحت أحكاما مسبقة حول العلاقات المغربية الاسبانية مع التركيز على جذورها.
وأبرز مونثون أنه "بالإضافة إلى كون هذه الدراسة مبنية على تشخيص واقعي لصورة المغرب في إسبانيا فإنها تحاول تقديم حلول" من أجل تصحيح هذا الوضع.
أما الكاتب والمؤرخ الاسباني٬ بيكتور موراليس ليثكانو٬ فأكد أن الكتاب يعتبر من بين المؤلفات التي تثير اهتمام القارئ٬ مبرزا المجهود الهام الذي بذله مؤلفه.
14-03-2012
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء