الجمعة، 08 نونبر 2024 12:25

أمستردام- هولندا ترحب ببعض اللاجئين فقط

الإثنين, 19 مارس 2012

تم إطلاق برنامج إعادة التوطين من قبل المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. كل عام يتم اختيار 100 الف لاجىء على أساس احتياجات الحماية. يحصل 80 الف شخص منهم على مكان للعيش فيه في بلد آخر. تلعب هولندا دورا متواضعا من خلال قبولها 500 شخص في السنة. في وقت تأخذ الولايات المتحدة الحصة الأكبر إذ تستقبل 50 الف شخص سنويا. لكن الحاجة لإعادة التوطين هي اكبر من ذلك بكثير. تقدر المفوضية العليا ان هناك حاجة سنوية لإعادة توطين 800 ألف شخص منتشرين في جميع أنحاء العالم.

"كنت اخشي ان لا أرى الشمس ابدا، لكن ولحسن الحظ، هي تشرق في بعض الأحيان هنا في هولندا" في منزلها الفارغ من الأثاث في هليفوت سلاوس تروي ماوي تي زاهاو عن ايامها الأولى في هولندا. هي من ميانمار(بورما) وجاءت منذ أسبوع مع زوجها وأولادها الثلاثة. اتت بناء على دعوة من الحكومة الهولندية التي تختار سنويا 500 لاجىء وتمنحهم حق الاقامة في هولندا.

هربت ماوي عام 2006 من منطقة تشين في ميانمار الغربية، فرت خوفا من الثأر منها بسبب هروب زوجها في وقت سابق. تركت ماوي وراءها اولادها الثلاثة، وبعد سنتين وبمساعدة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة انضم اولادها اليها.

عندما وصلت ماوي الى الهند علمت أن زوجها قد توفي. تعرفت بعد فترة الى زوجها الحالي، وتأهلت معه والأولاد لإعادة التوطين.

احتياجات الحماية

برنامج إعادة التوطين هو مبادرة من المفوضية العليا للاجئين، حيث تقوم المفوضية باختيار اللاجئين على اساس احتياجاتهم للحماية وكذلك الحاجة الى المساعدة الطبية. تدقق الحكومة الهولندية ما اذا كان بمقدور اللاجئين الذين تم اختيارهم الاندماج في المجتمع الغربي. ويقول رينه براون من المفوضية العليا للاجئين " اذا كانت هناك مؤشرات على ان من تأهلوا لإعادة التوطين عندنا لا يقبلون القيم الغربية، عندها نرفض استقبالهم. على سبيل المثال اختارت المفوضية لنا في إحدى المرات اثنين من الرهبان من فيتنام. لكن حقيقة أنهما اعتادا على التسول في الشارع للحصول على الطعام، كادت تكون السبب لرفضهما، لكن عدنا وسمحنا لهما بالمجيء. نادرا ما يحدث ان نرفض أشخاصا على أساس انهم قد لا يندمجوا في هولندا".

تستقبل هولندا سنويا نحو 500 لاجئ من خلال برنامج الأمم المتحدة "إعادة التوطين". يزور موظفون من دائرة الهجرة والجنسية الأشخاص المرشحين لإعادة توطينهم في هولندا، من اجل تحديد من يحق له الحصول على تصريح إقامة في هولندا ومن لا يحق له المجيء. هناك نحو خمس بعثات سنويا من اجل اختيار 500 لاجىء. هذا العام ستتوجه هذه البعثات الى لبنان والإكوادور وتايلاند وكينيا.

خيبة امل

"عندما سمعت إننا سنذهب إلى هولندا أصبت قليلا بخيبة أمل" تقول ماوي. تتحدث بصعوبة بسبب شفتها الارنبية والتي أورثتها لاثنين من أطفالها. كانت تأمل بالذهاب إلى امريكا او كندا او استراليا. "هناك يسكن الكثير من الأشخاص من ميانمار ونحن لا نعرف أحدا هنا في هولندا، التي لم استطع العثور عليها بسهولة على الخريطة!".

أصبحوا أكثر ايجابية عندما علموا المزيد عن وطنهم الجديد. تلقوا لمدة أربعة أيام دروسا في الثقافة الهولندية وسمعوا لأول مرة في حياتهم بعض الكلمات الهولندية. "صباح الخير، مساء الخير، يا لها من لغة غريبة" تقول ماوي مازحة.

قبل أسبوعين وصلوا إلى هولندا وتقول ماوي "هبطت الطائرة بنا وسط ضباب كثيف. نحن معتادون جدا على الشمس، هي حياتنا. لكن في هولندا لم يكن هناك من شمس! كيف يمكن ذلك؟ للأسف، لم تجر الأمور كما يجب. فور وصولهم نقلت سيارة الإسعاف ابنها المريض الى المستشفى، حيث بقي هناك أربعة ايام. "لم نر حينها الشمس ابدا". لحسن الحظ لحظة مغادرتهم الى منزلهم الجديد في هيليفوتس سلاوس أشرقت الشمس وتقول ماوي ضاحكة" هذا يعني ان هذا المكان جيد لنا، لا يمكن ان يكون عكس ذلك".

منزل فارغ

لكن الضحكات تلاشت كما تروي المتطوعة ياني فان امست عندما فتحت العائلة باب المنزل "لقد كان فارغا، لم يكن هناك من شيء سوى الجدران العارية. لا شيء، لا أثاث ،لا سرير، المطبخ فارغ. كيف يمكن لهم أن يعيشوا فيه؟". ساعدت ياني العائلة البورمية على التعود وطلبت من عائلتها والأصدقاء المساعدة والتبرع بالأثاث. العائلة تملك القليل من المال، إذ يتوجب عليهم اولا تسجيل انفسهم في البلدية. وتقول ياني بتذمر "لا يعرفون إلى أين يجب ان يذهبوا ولا فكرة لديهم عن اليورو وقيمته الشرائية. كيف تتوقع اذا ان يعرفوا كم يجب ان يدفعوا".

في حين يجلس أفراد العائلة مفتونين بما يشاهدوه على التلفزيون الهولندي، تقوم ماوي بحمل ابنها المريض على ظهرها بواسطة قطعة قماش تقليدية. حان وقت زيارة الطبيب والقيام بدرس تسوق مكثف مع ياني. مع ذلك البسمة لا تغادر وجهها، لان الشمس تشرق في الخارج.

19-03-2012

المصدر/ إذاعة هولندا العالمية

فيضانات إسبانيا

فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق...

01 نونبر 2024
فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق المتضررة

تتعبأ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق...

Google+ Google+