يامنة غبار، خديجة صلاح الدين، وأمينة العراقي، مغربيات رفعن علم المغرب فوق أعلى قمم إفريقيا، ليؤكدن للعالم أن المغاربة بمختلف تلاوينهم يرفضون العنف خاصة الممارس ضد النساء، و يلتزمون بنشر ثقافة مناهضته واحترام حق الآخر في العيش بكرامة.
بشجاعة كبيرة، استجبن لنداء هيئة «جميعا من أجل افريقيا» التي أنشئت من طرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 30 يناير 2010 من أجل وضع حد للعنف ضد النساء والقضاء عليه في أفق سنة 2015 والتي اختارت هذه السنة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أن تسمع صوتها من أعلى قمة جبل كليمنجارو بتانزانيا وتنظم تظاهرة كبرى من أهدافها الأساسية التحسيس بضرورة القضاء على العنف والضغط على المسؤولين السياسيين في جميع الدول، خاصة افريقيا، من أجل أن يضعوا ضمن التزاماتهم السياسية ضرورة مناهضة العنف ضد النساء والفتيات، ووضع قوانين لذلك مطابقة لما تنص عليه المواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.
ولإنجاح هذه التظاهرة حدد بان كي مون أهدافا منها - وضع قوانين وطنية لمناهضة العنف ضد النساء مطابقة للمواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان وتفعيلها - خلق شبكة لجمع المعطيات ورصد التحليلات وإجراء تحقيقات دورية للوقوف على الأوجه المختلفة والمتعددة للظاهرة - تكثيف حملات التحسيس ونشر الوعى المجتمعي بضرورة نبذ العنف انخرط فيها جميع فعاليات المجتمع من جميع المشارب والأطياف - حماية النساء من العنف الذي يمارس عليهن في الحروب والفتن - حماية النساء في الأماكن العمومية.
استطاعت المغربيات الثلاث أن يصعدن إلى القمة ويقطعن صعودا مسافة 6000 متر في ظرف ثلاثة أيام، بما يحف به تسلق الجبل من مخاطر ومن نقص في الأوكسجين ومن رطوبة شديدة وما يتطلبه من جهد وطاقة جسدية كبيرة وأن يتحملن مشاق طقس افريقيا، ليكون المغرب ممثلا في أكبر تظاهرة دولية لمناهضة العنف ضد النساء والتي عرفت مشاركة 54 من الفعاليات من جميع الدول الإفريقية التي لم تغيب عنها إلا مصر وليبيا بسبب ما يدور في هذين البلدين من أحداث. كما شهدت مشاركة ناشطين من جمعيات المجتمع المدني ومشاهير وأعضاء من الأمم المتحدة.
يامنة غبار التي مثلت جمعيات المجتمع المدني في المغرب، وأيضا، منظمة حقوق الإنسان، خديجة صلاح الدين ممثلة( Uni women) وأمينة العراقي الرياضية التي تمارس رياضة تسلق الجبال والتي اختارت أن تتحمل مصاريف الرحلة لوحدها لكي لا يفوتها شرف اللحظة، بدأن مع المشاركات رحلة التسلق يوم 5 مارس على أن يصلن إلى القمة في اليوم العالمي للمرأة 8 مارس «لم يكن الأمر هينا، تقول يامنة غبار، عند رِؤيتنا للجبل لم نكن نظن أننا سنصل للقمة أبدا، لكن عندما يتعلق الأمر براية البلد تصبح القضية أكبر من مجرد تظاهرة - تسر يامنة في اندهاش- غريب ما يمنحك إياك هذا العلم وأنت خارج أرض الوطن، لم أكن أشعر بهذا الإحساس الذي انتابني وأنا أحبس أنفاسي وأركض لأرفع راية بلدي في الوقت المحدد، وكأنني أحمل بلدا بكامله. شعور لا يمكن أن يوصف أبدا، كنا من القليلات اللواتي تمكن من الوصول إلى القمة لصعوبة الصعود بلا خبرة ولا ممارسة، مع نقص شديد في الأوكسجين و برودة الطقس والثلج في القمة، وصلنا يوم 8 مارس ثم قفلنا راجعين قاطعين مسافة 6000متر نزولا، لم تعد أقدامنا تقوى على المشي من شدة التورم، لكننا استطعنا أن نثبت أن المغرب حاضر ومصمم على مناهضة العنف ونشر ثقافة نبذه والقضاء عليه. وقد توج هذا التعب بتوزيع شهادات على المشاركات اللواتي استطعن الوصول للقمة في حفل كبير، توج خلالها المغرب في شخص بناته بتقدير من ممثلي الأمم المتحدة وكبار مسؤولي البلد المنظم. الذي استقبل رئيسه الوفود المشاركة في اليوم الأول.
المغرب إذن أعلن من قمة جبل كليمنجارو وأمام الأمم المتحدة أنه يناهض العنف ويلتزم بالدفاع عن فتياته ونسائه وسيعمل على القضاء عليه، كما وعد بان كي مون في أفق 2015 . هو نداء للمسؤولين، تقول يامنة غبار، خاصة وزارة الأسرة والمرأة والتضامن، بأن تعمل على إخراج مشروع القانون الذي اشتغلت عليه جمعيات المجتمع المدني مع الوزارة السابقة لحيز الوجود وتفعيل جميع القوانين والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب في هذا الإطار.
2-04-2012
المصدر/ جريدة الاتحاد الاشتراكي