تسعى قوى المجتمع المدني في لبنان نحو الحد من هجرة الشباب وايجاد السبل الناجعة لاستثمار كل قدراتهم العلمية على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وتقدم نادي روتاري لبنان بمبادرة نوعية عبر عقد ورشة عمل لثلاثة أيام الهدف منها تنمية المهارات التواصلية وربطها بالريادتين الاقتصادية والاجتماعية عبر وضع خطط من الشباب في الأطر الاجتماعية والاقتصادية والخدماتية لإعطاء الأمل في النجاح بديلا عن الهجرة الشبابية العلمية التي استفحلت في السنوات العشرة الاخيرة في لبنان، وبدأت تستنزف من قدراته وطاقاته الشبابية وتوظيفها في غير مكانها.
فقد نظمت اللجنة المنظمة لـ"جائزة روتاري للقادة الشباب RYLA))"، وهي مبادرة أطلقها نادي روتاري، ورشة عمل مدتها ثلاثة أيام شارك فيها 130 شاباً من المناطق اللبنانية كافة، وراوحت أعمارهم بين 18 و30 عاماً. وذلك بهدف تنمية المهارات التواصلية لدى الشباب وتعزيز صفاتهم الشخصية ومهاراتهم الريادية والقيادية، من أجل تمكينهم من التحول إلى مواطنين أفضل وإلى أفراد فاعلين في مجتمعاتهم.
شارك في ورشة العمل شباب وشابات من فرنسا وبلجيكا والأردن ولبنان، حيث قاموا بتمارين عملية وبعمل جماعي يتيح للشباب تطوير عقلية ومهارات وكفاءات ترتبط بالريادة الاجتماعية في بلدٍ يعاني فيه الاقتصاد نقصا كبيرا في المهارات والكفاءات الضرورية للاستثمار ولتحويل التحديات إلى فرص جديدة.
وشرح قائد التدريب جيلبر ضومط، وهو المدير التنفيذي لشركة بيوند للإصلاح والتنمية، أن "الريادة الاجتماعية راسخة في ثقافتنا اللبنانية وأنها متوافرة في كل قرية من قرى لبنان. إن النجاح الذي حققه البرنامج تمثّل في تحديد رؤية هؤلاء الرواد وفي تعزيزها وصقلها وفي تشجيعهم على تحويل التحديات إلى فرص للتنمية ولزيادة القيمة الاجتماعية ولإيجاد فرص عمل".
وقال المحافظ المسمى لمنطقة روتاري 2452 جميل معوض إن "نادي روتاري يؤمن بجيل الشباب. وفي كل عام يتم اختيار مجموعة من القادة الشباب بناءً على قدراتهم القيادية التي تخولهم المشاركة في ورشة عمل، مدفوعة المصاريف من أجل مناقشة مهارات القيادة ومواضيع مركزة خلال ورشات العمل التي ينظمها برنامج RYLA"".
ووضع الشباب عقب انتهاء ورشة العمل، برامج من أجل خدمة مجتمعاتهم بشكلٍ أفضل. وفي هذا السياق قالت رئيسة برنامج RYLA في لبنان كريستين أرزومانيان "أعتقد أن هذا النوع من الاستثمارات يعطي الشباب الأمل في النجاح في بلدهم عوضاً عن الهجرة والبحث عن فرص عمل في الخارج. إن هدفنا هو بناء قدرات الشباب في مختلف الدول وخاصّة في لبنان بغية المساهمة في ازدهار وطننا وإعداد الجيل الجديد من الرواد الاجتماعيين".
وقد ساهم برنامج "RYLA" في لبنان للعام 2012 والذي حمل عنوان "التغيير الملهم: تحويل التحديات إلى فرص للتنمية" ببناء قدرات الشباب المتعلقة بالمهارات والوسائل الريادية الاجتماعية، عبر تنظيم ورشة عمل على مدى ثلاثة أيام.
وتعكس هذه الخطوة المميزة رؤية جديدة بدأتها القوى الحية في المجتمع اللبناني لايجاد صياغة جديدة والاستفادة من القدرات اللبنانية النوعية والتي اضحت في كل الشركات والمؤسسات العالمية والعربية والاجنبية وتعمل في كبريات المشغلات الدولية ان كان في مجال التكنولوجيا ام في مجال الإدارة والأعمال.
5-04-2012
المصدر/ جريدة المستقبل (اللبنانية)