أطلق ناشطون أميركيون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك باسم "مليون حجاب من أجل شيماء العوادي"، تضامنا مع الأم العراقية التي تعرضت للضرب حتى الموت على يد مجهول هاجمها في منزلها بمدينة إل كاجون بولاية كاليفورنيا، منتصف مارس الماضي.
وأدرجت الجريمة في سياق التمييز العنصري والديني الذي يتعرض له العرب والمسلمون في الولايات المتحدة، لا سيما أن العوادي المحجبة كانت قد تلقت قبل مقتلها رسائل تهديد تطالبها "بالعودة من حيث جاءت".
ولكن شيماء (35 عاما) لم تأخذ تلك التهديدات على محمل الجد، غير أن الرسالة التي وجدت بجانبها قبل نقلها إلى المستشفى حيث فارقت الحياة تشير بوضوح إلى دوافع الهجوم القاتل، إذ تضمنت رسالة المهاجم عبارة "هذا بلدي.. عودي إلى بلادك.. أنت إرهابية".
وسبقت مقتل العوادي جريمة قتل أخرى بولاية فلوريدا ذهب ضحيتها مراهق أسود أثارت جدلا واسعا بأميركا واحتجاجات من المجتمعات الأفريقية الأميركية التي نظمت مظاهرات في جميع أنحاء البلاد.
وتأتي صفحة "مليون حجاب" حسب منظميها للتنديد بثقافة التنميط والتمييز العنصري التي باتت تضخ المجتمع الأميركي بمزيد من التوتر والكراهية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، وللتذكير بالقيم المدنية والحقوق الفردية التي يصونها الدستور الأميركي.
وفي الأثناء، يستعد مؤسسو الصفحة التي استقطبت الآلاف من الأميركيين بمن فيهم غير المسلمين، لإطلاق مشروع جديد تحت شعار "البسي حجابا إذا كنت متدينة، البسيه كصلاة، وإذا لم تكوني.. البسيه كرمز".
أحد مؤسسي الصفحة، وهو غير مسلم، قال إنه لا يعرف شيماء العوادي أو أي فرد من عائلتها "لكنني كنت شاهدا بنفسي، وأكثر من مرة، على حوادث تعرض فيها مسلمون للتمييز والتضييق، ومسلمات على وجه الخصوص بسبب ارتدائهن للحجاب".
وأضاف في حديث مع الجزيرة نت "إننا نشطح كثيرا، فمن غير المقبول أن يربط أحد بين الإسلام كدين وتنظيم القاعدة أو أي منظمات إرهابية أخرى، تماما كما هو الحال حيث لا أحد يربط المسيحية بكنيسة "ويستبورو" المعمدانية (كنيسة متشددة) أو بالمجموعات الدينية المتعصبة المناهضة للإجهاض التي تقوم بقتل الأطباء وتفجير العيادات التي تجرى فيها عمليات إسقاط الأجنة".
وقد ازداد في الآونة الأخيرة الظلم الواقع على النساء المحجبات في أميركا، ووصل الأمر أحيانا إلى تسريحهن من وظائفهن أو مضايقتهن في الشوارع أو التحرش بهن وشتمهن أثناء التسوق.
من ناحيته، اتهم الشيخ هشام الحسيني إمام مركز كربلاء في مدينة ديربورن بولاية ميشيغن حيث تعيش جالية عراقية كبيرة الشرطة الأميركية بالتهرب من مسؤولياتها في الكشف عن هوية القاتل "الذي نظن أنه يتم التستر عليه".
19-04-2012
المصدر/ موقع الجزيرة نت