يعتزم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يخوض حملة لاستعادة أصوات اقصى اليمين في الانتخابات الرئاسية بعد اسبوعين، حث شركائه في الاتحاد الأوروبي الخميس على القبول بإغلاق الحدود الوطنية في حال اشتد تدفق المهاجرين، لكن طلبه يثير الكثير من التحفظات.
وقال ساركوزي يوم الاثنين، غداة الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي سجلت خلالها مرشحة أقصى اليمين مارين لوبن نتيجة تاريخية، ان "الفرنسيين لا يريدون اوروبا غير مضبوطة الحدود، هذه هي الرسالة التي سمعتها".
وأضاف في مهرجان انتخابي "اذا كانت أوروبا عاجزة عن الدفاع عن حدودها فان فرنسا ستدافع عن حدودها" مؤكدا "لقد انتهى زمن اوروبا العاجزة عن التحكم في تدفق المهاجرين".
وسيدافع وزير الداخلية كلود غيان عن هذا الموقف الخميس الماضي خلال اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في لوكسمبورغ.
وسيطالب بإمكانية إعادة فرض المراقبة على الحدود الوطنية لمدة شهر في حال حصل تهاون في اي من الحدود الخارجية لفضاء شنغن، مع إمكانية تمديد هذه الفترة إذا اقتضى الأمر.
ودعمت المانيا هذا الطلب في رسالة مشتركة وقع عليها أيضا وزير الداخلية الألماني هانس بيتر فريدريش.
ويقر الفرنسيون بأنهم لن يحصلوا على اي نتيجة ملموسة الخميس لا سيما وان هذا الموضوع ليس مدرجا على جدول اعمال الاجتماع وليس مقررا إجراء اي نقاش حول فضاء شنغن قبل اجتماع وزراء الداخلية المقبل في 26 مايو اي بعد عشرين يوما على الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، كما أبرزت كل من الدنمارك التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية.
ولا يرغب اي مسؤول اوروبي في اتخاذ موقف من هذه المسالة التي تثير حساسيات سياسية كبيرة في فرنسا قبل الانتخابات، كما قال احدهم طالبا عدم كشف هويته.
فقد أدرك الأوروبيون ان النتيجة التي حققتها الجبهة الوطنية (اقصى اليمين) (قرابة 18% من الأصوات) في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأحد ستضع المواضيع المرتبطة بالهجرة في صلب حملة الدورة الثانية في فرنسا.
غير أن عزم نيكولا ساركوزي المعلن على إرغام شركائه على قبول مطالبه اثار استياء بعضهم وقد تكون اول ردود الفعل سلبية الخميس المقبل في لوكسمبورغ.
واعتبر وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن في حديث مع أسبوعية در شبيغل الالمانية ان "رائحة كريهة" تفوح من الاقتراح الفرنسي الألماني حول شنغن.
من جانبها قالت المفوضة المكلفة الشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم "على القادة الأوروبيين ان يثبتوا جدارتهم بالقيادة بدلا من السعي إلى تملق قوى اليمين المتطرف".
والطلب الفرنسي الألماني ليس بجديد بل ان النقاش حول اصلاح شنغن، فقد بدا مارس 2011 بمبادرة من فرنسا واكدت المفوضية الأوروبية انها "عرضت اقتراحات كانت حتى ألان مرفوضة من الحكومة الفرنسية".
من جهتهم يؤكد المفاوضون الفرنسيون ان المبادرة الفرنسية الألمانية تهدف الى "تسريع الوتيرة".
لكنها تذهب ابعد من ذلك حيث تهدف الى "استبعاد موقت" للدول الأعضاء في فضاء شنغن التي تشكل حدودها الحدود الخارجية لهذا الفضاء, عندما لا تكون قادرة على مراقبة تلك الحدود.
وكان نيكولا ساركوزي واضحا جدا عندما قال ان "الحدود بين اليونان وتركيا غير مدافع عنها .. وغير مضبوطة ولا تتم السيطرة عليها".
وتقول اثينا انها قادرة على القيام بواجباتها اذا عمدت تركيا الى وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من أراضيها لكن انقرة تريد في المقابل تسهيلات لمنح تاشيرات دخول لمواطنيها الى الاتحاد الاوروبي وهو ما تعارضه المانيا.
ولم تتطرق الرسالة الفرنسية الألمانية لهذه النقطة.
24-04-2012
المصدر/ وكالة الأنباء الفرنسية