بدأت تحركات تقودها الدبلوماسية الهولندية ورجال دين في البلاد من أجل التنصل من كتاب مسيء للإسلام لليميني المتطرف خيرت فيلدرز من المتوقع نشره في الأول من مايو/ أيار في ولاية نيويورك الأميركية.
ويتكتم فيلدرز حتى اللحظة على مضمون الكتاب رغم أن مصادر إعلامية سربت هذا الأسبوع نسخة من الكتاب الذي يحمل عنوان "علامة للموت".
وتحدثت هذه التسريبات أن خطاب فيلدرز الذي ظل متعلقا إلى وقت قصير بقضايا هولندا ومسلميها، بدا في هذا الكتاب المعادي أيضا للإسلام متجها نحو عولمة أفكاره. ووفق المصادر نفسها فإنه يهاجم في هذا الكتاب الرئيس الأميركي باراك أوباما ويتهمه بمهادنة الإسلام والمسلمين.
ويتوقع عدد من المراقبين أن يؤدي هذا الخطاب المعادي للإسلام إلى ردود فعل غاضبة من المسلمين في أنحاء العالم كافة.
ويعد رجال الدين حملة محاصرة فيلدرز مواصلة لحملة مشاورات القاهرة التي قام بها نفس رجال الدين عام 2008 أثناء صدور فيلم "فتنة" المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم -الذي أثار ردود أفعال غاضبة من المسلمين- والتقوا فيها بشيخ الأزهر في وقتها سيد طنطاوي.
هولندا ليست فيلدرز
وقال رجال الدين في بيان إن التحرك في هذه المرة يتم عبر إعداد فيلم ينشر على نطاق واسع في الدول الإسلامية والأوروبية عبر وسائل الاتصال الحديثة لإبراز أن هولندا ليست على شاكلة فيلدرز.
ويتناول الفيلم القصير الذي من المتوقع أن ينشر قبل صدور الكتاب لقطات يقول فيها ممثلو الديانات إنهم مواطنون هولنديون، كل منهم يعتز بدينه وكتابه وفي نفس الوقت يحترم الآخر، ويرفضون كل أشكال الإقصاء على أساس الدين أو العرق أو اللون.
وقال ممثلو الأديان من أئمة وحاخامات وقساوسة -الذين ظهروا في الفيلم الذي تم تصويره في قلب العاصمة أمستردام- إنهم عازمون على مواصلة حملة الدعوة للتعايش السلمي ومحاصرة الأفكار المتطرفة.
وأكد ممثلو الأديان من الفيلم اعتزازهم بانتمائهم إلى دولة يكون فيها للجميع حق التمتع بالأمان وأنهم معا يمثلون الأمة الهولندية، مرددين معا النشيد الوطني الهولندي في إشارة إلى أن المواطنة تجمعهم.
وقال إدريس البوجوفي نائب تنسيقية ممثلي الإسلام لدى الحكومة الهولندية للجزيرة نت إن ممثلي الأديان أرادوا من خلال هذه المبادرة بعث رسالة إلى المجتمع الهولندي والدولي معا بأن الأديان في هولندا متعايشة فعلا وفي وئام، وأن فيلدرز لا يمثلهم.
تنصل رسمي
وأضاف البوجوفي -الذي شارك في الفيلم وسافر ضمن الوفد إلى القاهرة سنة 2008- أن فيلدرز قد خسر معركته في هولندا، والآن يريد أن يصدرها للخارج من خلال تحويل خطابه لشعوب العالم.
ويستعد القائمون على مبادرة الفيلم لنشره عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي ليصل إلى مسلمي العالم شعوبا وحكاما.
في الوقت نفسه بدأت حكومة تصريف الأعمال في هولندا حملة عبر وزارة الخارجية ودبلوماسيتها المنتشرة في العالم للتنصل مما يمكن أن يتضمنه الكتاب من إساءة للمسلمين.
وفي السياق قال رئيس الوزراء مارك روتا إن الكتاب لا يعنيه في شيء، في حين أبلغت الممثليات الدبلوماسية الهولندية في الخارج بأن الكتاب لا يمثل هولندا ولا يعبر إلا عن رأي صاحبه.
وقد سحب فيلدرز دعمه لحكومة الأقلية التي كان يساندها برلمانيا ليقدم بعدها رئيس الوزراء مارك روتا رسميا استقالته للملكة، وتعود أسباب هذه الاستقالة وفق فيلدرز إلى اختلاف في الموقف من الاتحاد الأوروبي وبرنامج سياسة التقشف التي تريد الحكومة اعتمادها.
27-04-2012
المصدر/ الجزيرة نت