جدد مؤتمر عقده ناشطون أميركيون متعصبون بشأن مقتل فتاة أميركية مسلمة وحاولوا فيه تعميق ثقافة الإسلامفوبيا، الجدل حول تعمد تشويه صورة الإسلام والإساءة إليه، مما دفع نشطاء مسلمين وآخرين غير مسلمين إلى تنظيم مؤتمر آخر مناوئ للإسلامفوبيا.
وتحت عنوان "مؤتمر جيسيكا مقداد لحقوق الإنسان" جاء المؤتمر الذي نظمته الناشطة "المتعصبة" باميلا غيللر مديرة منظمة "أوقفوا أسلمة أميركا" والكاتب روبرت سبنسر مدير منظمة "مراقبة الجهاد". وجيسكا (20 عاما) هي فتاة من أصول عربية قتلت في أبريل/نيسان 2011، واتُّهِم زوج أمها بقتلها.
ومع أن تقرير الشرطة حول الجريمة لم يشر إلى وجود أية دوافع دينية، وأفاد بأن الضحية كانت تتعرض لتحرشات عاطفية من قبل المتهم فإن المؤتمر تجاهل التقرير، وتبنى بعض ما نشرته وسائل الإعلام الأميركية مثل قناة فوكس التلفزيونية ووصف الحادثة بأنها "جريمة شرف".
وقد رفضت عائلة مقداد دعوة النشطاء إلى المشاركة في المؤتمر، ونفت أن تكون جيسكا ضحية "جرائم الشرف"، فلجأ المؤتمر إلى الاستعانة بشهادة أحد أصدقائها، وتضمن الكتيب الذي صدر عنه تلك الشهادة التي جاء فيها أن جيسكا كانت تريد أن تعيش حياة حرة مثل أي فتاة ولدت بأميركا بعيدا عن التقاليد الإسلامية، وأن "باميلا على حق في عقدها المؤتمر، لأن الإسلام كان السبب في مقتل جيسكا".
ووصف المؤتمر جرائم الشرف بأنها ظاهرة إسلامية، وطالب غير المسلمين بأن يقفوا ضد هذا النوع من الجرائم لتفادي "قتل المزيد من المسلمات"، كما طالب بتشريع قوانين تحمي النساء من الممارسات "التي يجيزها الإسلام، مثل الختان والزواج القسري"، ودعا إلى إلزام المدارس الإسلامية بالولايات المتحدة باعتماد برامج تحفز على "اتخاذ مواقف مناوئة لبعض النصوص الإسلامية في هذا الخصوص".
مؤتمر مناوئ
في المقابل وردًّا على مؤتمر النشطاء المتعصبين عقدت مؤسسات عربية وإسلامية مؤتمرا مناهضا للإسلامفوبيا، تحت عنوان "رفض الإسلامفوبيا.. مجتمع يقف ضد الكراهية"، فندت فيه مزاعم مؤتمر "جيسكا".
وفي هذا السياق قال عضو الكونغرس جون كونيورز "من غير المعقول أننا لا نزال نخوض معركة ضد التمييز العرقي والديني، ليس فقط هنا في ديربورن، بل في جميع أنحاء الولايات المتحدة. إن مناهضة الإسلامفوبيا الرائجة هذه الأيام هي فصل من حربنا ضد التمييز العنصري".
وشكك الناشط إلي كليفتون في تمويل المنظمات المروجة للتخويف من الإسلام التي بدأت تتكاثر مصادرها ويتعاظم دورها بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، مشيرا إلى أن شبكة الإسلامفوبيا بدأت تترسخ منذ عام 2007، "بفضل الأموال التي ضخت في هذا المضمار".
من ناحيته، قال مدير المعهد العربي الأميركي في واشنطن جيمس زغبي إن الثقافتين السياسية والدينية تشكلان مصادر معرفية للأميركيين، وهذه المصادر أصبحت مليئة بأشكال التنميط والحقد والكراهية تجاه مجموعات معينة.
وأدان عضو الكونغرس الأميركي هانسن كلارك الحملات المعادية للمسلمين والإسلام في أميركا، وقال "هناك أجندة في الكونغرس الأميركي يُعمل عليها طوال الوقت، ولكن دفاعنا عن المسلمين اليوم هو دفاع عن حقوق جميع الفئات لأن العنصرية التي تخلق ضد المسلمين تستعمل للتمييز ضد الأقليات الأخرى كالسود واللاتينيين".
وأضاف النائب المولود لأب مسلم وأم سوداء "عندما يحاربون الإسلام فهم يحاربون دين أبي، الذي جعله الإيمان شخصا طيبا وعادلا".
بدوره، أكد مدير مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في ميشيغن داود وليد أن "مناقشة ظاهرة الإسلامفوبيا لا يمكن أن تتم بمعزل عن تاريخ العنصرية بالولايات المتحدة، فالمسلمون لا يتعرضون إلى التنميط الديني فقط، بل تتم ممارسة التمييز ضدهم كعرق، والعرب الأميركيون الذين يصنفون في خانة البيض هم غير مقبولين من المجتمعات البيضاء في هذه البلاد".
4-05-2012
المصدر/ الجزيرة نت