حسمت أصوات الفرنسيين من أصل مغاربي فوز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند الأحد (6 مايو) 2012 بالانتخابات الرئاسية الفرنسية على حساب الرئيس الخاسر نيكولا ساركوزي.
وينتظر الفرنسيون من أصل مغاربي تولي مراكز هامة في قصر الرئاسة الإيليزي علاوة على بعض الحقائب الوزارية في حالة فوز الحزب الاشتراكي في الانتخابات التشريعية خلال الشهر المقبل.
وفي ظل مختلف التحاليل والأطروحات حول معاني هذا فوز فرانسوا هولاند برئاسة البلاد، فرنسيا مثل تراجع اليمين الكلاسيكي وعودة اليسار الى الرئاسية، وأوروبيا بحدوث تغييرات مرتقبة في معالجة الأزمة الاقتصادية، ودوليا بسبب الانسحاب القريب لفرنسا من أفغانستان، ففي الوقت ذاته، تحمل هذه الانتخابات معاني أخرى في حالة معالجتها من وجهة نظر عربية -أمازيغية. في هذا الصدد، فقد فاز فرانسوا هولاند بأكثر من ثلاث نقاط، وهو ما يترجم بحوالي مليون و200 ألف صوت كفارق، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أصوات الفرنسيين من أصل مغاربي والتي تتجاوز ثلاثة ملايين، وصوتت في مجملها وفق التقديرات الفرنسية، حوالي 90' لصالح المرشح الاشتراكي، وقتها يتبين أن الفارق أو الفوز على ساركوزي قد وفره أصوات هؤلاء الفرنسيين من أصل مغاربي.
وعمليا، فهذه أول مرة تحسم أصوات مواطنين غربيين من أصول عربية-أمازيغية انتخابات الرئاسة في بلد غربي، وجرى ذلك في فرنسا ولصالح المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند. وتكون مشاركة الفرنسيين من أصل مغاربي مرتفعة في الانتخابات الرئاسية ولصالح اليسار عموما، باستثناء سنة 2002 عندما تواجه الرئيس جاك شيراك مع زعيم الجبهة الفرنسية جان ماري لوبين وسنة 2007 عندما صوت قرابة 50' منهم لساركوزي بسبب وعوده للمهاجرين بإدماجهم في الحياة السياسية وهو ما قام به في البدء قبل أن يتراجع عن ذلك.
ويؤكد نعيم.ع، فرنسي من أصل مغربي في الحزب الاشتراكي الفرنسي 'فرانسوا هولاند أدرك جيدا قيمة صوت الفرنسيين المغاربيين وأنهم أصبحوا ككتلة ناخبة قادرة على حسم الانتخابات لاسيما عندما يكون الفارق ليس أكثر من خمس نقاط'.
ويتابع 'إدراك هذه الحقيقة، جعل هولاند يختار نجاة بلقاسم الفرنسية من أصل مغربي كناطقة باسمه، ويدافع عن الهجرة وينتقد اليمين الذي يوظف الإسلام عكس أحزاب سياسية اشتراكية أوروبية التي تبنت خطاب الميني للحصول على الأصوات'.
وعمليا، لعبت الفرنسية من أصل مغاربي، نجاة فلود بلقاسم دورا رئيسيا في إعادة الناخبين المغاربيين الى الحزب الاشتراكي بعدما كان جزء مهم منهم الكثير منهم قد راهن على الرئيس اليميني جاك شيراك سنة 2002 وكذلك نيكولا ساركوزي في 2007.
وينتظر الفرنسيون من أصل مغاربي أن ينعكس تكتلهم الانتخابي في مراكز القرار، وأكد لجريدة القدس العربي أكثر من مصدر سياسي في الحزب الاشتراكي وأساسا المنحدرين من المغرب العربي-الأمازيغي أن طاقم هولاند سيتضمن فرنسيين - مغاربيين وعلى رأسهم نجاة بلقاسم، كما أن الحكومة الفرنسية المقبلة، في حالة نجاح الحزب الاشتراكي، ستضم وجوه منحدرة من الهجرة.
8-05-2012
المصدر/ جريدة القدس العربي