أعلن حزب الخضر اليساري الهولندي عن تنظيم ثلاث مناظرات بين زعيمة الحزب الحالية، يولاند ساب، والبرلماني من أصل مغربي توفيق ديبي أحد أبرز المرشحين لتولي زعامة الحزب.
وستقام المناظرات الثلاث الأسبوع المقبل في مناطق مختلفة؛ الأولى في منطقة جنوب هولندا، والثانية في منطقة الشمال، والثالثة في منطقة راندستاد، ويشارك أعضاء الحزب بعد ذلك في تصويت عبر الإنترنت اعتبارا من يوم 26 مايو (أيار) الحالي، على أن يتم الإعلان في 4 يونيو (حزيران) المقبل عن اسم الزعيم الجديد، الذي سيقود الحزب في الانتخابات التشريعية المقررة في 12 سبتمبر (أيلول) المقبل. ولم يستبعد الحزب إمكانية أن تضم الندوات شخصيات أخرى ترغب في الترشح لزعامة الحزب.
وفي حين أظهرت ساب استعدادها للمشاركة في الندوات الثلاث، وقالت إنها ترحب بالاختيار الديمقراطي ولديها من الخطط ما ستقدمه ولديها ما ستقوله بشأن ما ستفعله خلال المرحلة المقبلة، يدرك ديبي الذي يحظى بحضور إعلامي متميز مقارنة مع زملائه في الحزب، أن موضوع الاقتصاد هو الذي سيكون المحرك الأساسي في الحملة الانتخابية المقبلة، لا سيما أن سقوط الحكومة الهولندية كان بسبب الشأن الاقتصادي، وفوز فرنسوا هولاند في فرنسا كان أيضا بسبب التركيز على قضايا الأزمة الاقتصادية.
وأشار ديبي إلى أن قضايا الهجرة والإسلام لم تعد تستهوي المواطن الأوروبي العادي المنشغل حاليا بقوت يومه قبل أي شيء آخر. وجاء ترشيح ديبي لزعامة الحزب مفاجئا لقيادته ومسيريه، بحسب ما ذكرت مصادر مأذونة داخل الحزب، الذي كان من أبرز قياداته في وقت سابق مغربي هولندي آخر هو محمد الرباع.
ويعاني الحزب في الوقت الحالي من تبعات «مساندته» الحكومة المؤقتة ومن الأداء «الضعيف» الذي ظهرت به زعيمته ساب خلال المناقشة العامة للموازنة. ويملك حزب الخضر في هولندا عشرة مقاعد من مجموع 150 مقعدا، بيد أن استطلاعات الرأي الحالية لا تمنحه سوى خمسة مقاعد.
ودخل ديبي عالم السياسة عام 2006، حيث كان سابعا على قائمة الحزب التي خاضت الانتخابات بزعامة القيادية البارزة فيمكه هالمسه، التي حصلت على عشرة مقاعد.
وحسب آخر استطلاعات الرأي، فإن الحزب سيتراجع إلى أربعة مقاعد فقط، وهذا ما يشكل تحديا كبيرا ليس فقط للمرشح ديبي ولكن أيضا لحزبه الذي يبدو أنه يؤدي ضريبة مساندته الحكومة اليمينية الحالية. وبحسب تقارير إعلامية، فإن على الشاب الطموح ديبي الذي عاش حياة أسرية مضطربة، أن يقنع، ليس فقط قيادات حزبية داخل حزبه، بل كذلك المواطن الهولندي الذي تتملكه المخاوف من تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بأوروبا في الوقت الراهن.
ولد ديبي في مدينة فليسنغن عام 1980 لأبوين مغربيين انفصلا وهو في سن السابعة، وعاش مع والده إلى أن توفي وهو في سن العاشرة، بعدها انتقل للعيش مع والدته في أمستردام. وانضم لمنظمة العمال التركية ذات التوجه الماركسي، ثم انخرط في العمل السياسي على الصعيد المحلي في أمستردام قبل أن يفوز بمقعده في الانتخابات البرلمانية عام 2006.
تألق ديبي في السنتين الأخيرتين وأبان عن دراية كبيرة في تدبير بعض الملفات المهمة والحساسة مثل الهجرة والاندماج والاقتصاد. ودخل ديبي البرلمان الهولندي سنة 2006، وعمره 26 سنة، مما جعله أصغر برلماني هولندي، واستطاع أن يحصل في 2008 على جائزة السياسي الموهوب. وواجه ديبي خيرت فيلدرز في العديد من المناظرات البرلمانية، منتقدا توجهاته وتصريحات المعادية للأجانب، متهما إياه بالاختفاء وراء فوبيا الأجانب.
17-05-2012
المصدر/ جريدة الشرق الأوسط