في خطوة بعثت الكثير من الأمل في الأوساط الطلابية بفرنسا، أعربت يوم الثلاثاء 22 ماي 2012، وزيرة التعليم العالي والبحث في حكومة فرانسوا هولاند الجديدة جونافييف فيوراسو عن نيتها في إلغاء "مذكرة غيان" واصفة الأمر بالطارئ. هذا وما زالت مذكرة غيان تثيرا جدلا كبيرا منذ صدورها في شهر ماي الماضي لحيلولتها دون حصول الطلاب الأجانب على أوراق تسمح لهم بالعمل في فرنسا.
ما زالت المذكرة التي أصدرها وزير الداخلية الفرنسي السابق كلود غيان والهادفة إلى الحد من عمل الطلاب الأجانب في فرنسا تطفو على سطح المشهد السياسي الفرنسي وذلك على الرغم من مرور حوالي سنة على صدورها ودخولها حيز التنفيذ
فبعد أن حرمت المذكرة المثيرة للجدل العديد من خريجي الجامعات الفرنسية الأجانب من الحصول على تراخيص العمل وألحقت أضرارا كبيرة بسمعة الجامعات الفرنسية في الخارج عاد الارتياح إلى الأوساط الجامعية الفرنسية يوم الثلاثاء بعد تصريح لوزيرة التعليم العالي والبحث في الحكومة الجديدة جونافييف فيوراسو والتي قالت أن إلغاء المذكرة يمثل أحد اولوياتها وإنه إجراء يجب اتخاذه بشكل "طارئ لأسباب إنسانية ولأجل تبادل المعرفة أيضا"
ومنذ صدورها في شهر ماي 2012 كانت "مذكرة غيان" محل جدل واسع النطاق جعل بعض وسائل الإعلام الخارجية تعالج الموضوع باهتمام وفضول كبيرين. وما زاد من صعود القضية إلى الواجهة هو تاريخ صدورها الذي تزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية ولتناولها موضوع الهجرة الذي يشكل أحد المواضيع الشائكة في فرنسا وأكثرها تداولا على الساحتين السياسية والإعلامية في البلاد.
وفي ظل التسليط الإعلامي المحلي والدولي على القضية واستنكار الأوساط الجامعية والحقوقية التي خرجت في مظاهرات احتجاج تحت راية ما بات يعرف بتجمع 31 مايو. بادرت الحكومة السابقة إلى إدخال تعديلات على نص المذكرة في شهر يناير الماضي واستصدار نسخة جديدة تتتسم "بالمرونة" مقارنة بسابقتها على حد قول الجهة الرسمية. لكن التعديلات لم تنجح في إطفاء فتيل الغضب ليبقى الحال على ما هو عليه
وكان الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند أشار أثناء خوضه غمار الانتخابات الرئاسية إلى عزمه إلغاء مذكرة غيان في حال فوزه بالانتخابات كم أنه أعرب علانية خلال المناظرة التلفزيونية التي جمعته بنيكولا ساركوزي خلال الدور الثاني عن انزعاجه من مضمون المذكرة ونيته إلغائها. وقد عزز هذا الموقف من شأن هولاند لدى الأجانب بشكل عام والطلبة منهم على وجه خاص.
اليوم وبعد وصول فرانسوا هولاند إلى سدة الحكم لا شك أن كثيرا من الفرنسيين يعلقون آمالا كبيرة على رئيسهم الجديد. آمال تتقاسمها معهم فئة صغيرة من غير الفرنسيين يتمثلون في شباب طموح جمعهم بالأمس حلم الدراسة في جامعات فرنسا ليجمعهم اليوم حلم العمل في مؤسساتها.
23-02-2012
المصدر/ عن موقع فرانس 24