في انتظار أن يؤسسوا ناديا يجمع مغاربة الإمارات، أقدم المهاجرون المغاربة في "الإمارات المتصالحة" أو ما أصبح يُعرف بالإمارات العربية المتحدة سنة 1971، على إحداث ناد افتراضي على الموقع الاجتماعي "فايس بوك" لِلَم شملهم والتواصل فيما بينهم، من أجل تذويب مشاكل وصعوبات الغربة التي يعيشونها بعيدا عن ذويهم وبلدهم الأم المغرب.
ويهدف المشرفون على "نادي مغاربة الإمارات العربية المتحدة" إلى تقوية جسور التواصل فيما بينهم ومحاولة تذويب المشاكل التي يعاني من مغاربة الإمارات، من خلال التلاحم فيما بينهم، وخلق قوة التضامن بين الجالية في هذه الدولة الخليجية، التي تضم المئات من المغاربة من طلبة وعمال وتجار وأطر في مختلف المؤسسات الكبرى في الإمارات، وكذا العديد من رجال ونساء الإعلام المغاربة في القنوات العربية المشتغلة بمدينة دبي للإعلام، بالإضافة إلى العشرات من الرياضيين والطلبة الذين يدرسون في الجامعات الدولية التي لها فروع في كل من دبي وأبو ظبي.
ويصبو مغاربة "نادي الإمارات" إلى تغيير بعض الصور النمطية الجاهزة التي مازال بعضها يعلق بذهن الإماراتيين عن المغاربة، والتي رسخها الإعلام المغربي وزاد في تعزيزها الإعلام الخليجي، خصوصا فيما يتعلق بصورة المرأة المغربية في الخليج.
في هذا السياق، تم تأسيس نادي نسائي أطلق عليه ""وريدة" والذي من أهدافه العمل على إظهار الكوادر المغربية النسائية التي تعمل بشتى المجالات بالإمارات. كما بدأ نادي "مغاربة الإمارات العربية المتحدة" بالعمل على سياسة دمج المهاجرين المغاربة بأوروبا من الجيل الثاني والثالث الذين بدأوا بهجرة ثانية لدول الخليج، والذين يتقلدون مراكز قوية داخل كبرى الشركات العالمية بدبي، وذلك من أجل أن يكونوا قوة اقتراحية وفعلية لدعم المغرب من خلال تسويق صورته الإيجابية لدى مختلف الفاعليين الاقتصاديين والسياسيين بدول الخليج بشكل عام ودولة الإمارات بشكل خاص، هذا في الوقت الذي يعمل المشتركون في النادي على دعم أنشطة الطلبة المغاربة الذين زاد عددهم بشكل لافت في السنوات الأخيرة، ومحاولة تيسير اندماجهم داخل الوسط الخليجي، ليكونوا قادريين على إتمام دراستهم بشكل أفضل.
مغاربة الإمارات، من خلال هذا النادي الفيسبوكي الذي يضم أزيد من 1300 من المنتسبين له، ينشطون أيضا في تسويق صورة المغرب من خلال "ديبلوماسية الانشطة الاجتماعية والوطنية" لمختلف الهيئات الديبلوماسية بالإمارات، حيث يشارك المنتسبون للنادي المغربي في العديد من الفعاليات، كما هو الحال عند مشاركتهم كجالية مغربية في احتفالات اليوم الوطني الفرنسي، واليوم الوطني الأمريكي، واليوم الوطني البلجيكي، واليوم الوطني الهولندي، والعديد من الدول التي لها تمثيليات ديبلوماسية في الإمارات، وهو ما يساهم في تعميق الصورة العامة للمغرب لدى المشاركين في هذه الاحتفالات التي تحضى بمشاركة صناع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العدد من الدول.
وأكد أحد المشرفين على النادي في تصريح لـ"هسبريس" أن مغاربة الإمارات يفكرون بشكل جدي في تأسيس نادي فعلي بعدما تم أسيس هذا النادي على الموقع الاجتماعي "فايس بوك"، خصوصا أن عدد المغاربة بالإمارات في تزايد مستمر ويعد بالآلاف قرابة نصفهم من الشرطة المغربية التي تشتغل بالإمارات.
وتبقى مبادرة "نادي مغاربة الإمارات" أول جسر اجتماعي/انساني بين مغاربة هذا البلد الخليجي، في انتظار أن يتوسع نشاط الفكرة، ليشمل مناح أخرى لمغاربة الخليج، الذين بدأوا يفرضون أنفسهم في العديد من المجالات المهمة، خلال السنوات القليلة الماضية.
24-05-2012
المصدر/ موقع هيسبرس