أصدرت مؤسسة الملك بادوان، والمنظمة البريطانية "مجموعة سياسة الهجرة" بالتعاون مع مركز الدراسات والتوثيق الدولي ببرشلونة، يوم شهر ماي 2012 استطلاع رأي شمل 7000 مهاجر، جلهم ولد خارج الاتحاد الأوروبي ومقيم لمجة طويلة في 15 مدينة تنتمي إلى سبع دول أوروبية هي ألمانيا وبلجيكا وفرنسا والمجر وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا.
وتناول التقرير الذي الذي حمل عنوان بـ كيف يعيش المهاجرون تجربة الاندماج في المجتمع الأوروبي؟ استطلاع آراء المهاجرين حول ستة نقاط أساسية هي على التوالي: الشغل واللغة والمشاركة السياسية والتجمع العائلي والإقامة الدائمة أو لمدة طويلة، إضافة إلى المواطنة.
سنحاول في هذا المقال تناول أهم مضامين هذا الاستطلاع فيما يتعلق بمحور الشغل، على أساس التطرق لباقي المحاور بشكل تدريجي في مقالات أخرى.
تتمثل الخلاصات الأساسية للاستطلاع على مستوى سوق الشغل، في كون المهاجرين الحاصلين على تكوين عال ينجحون في فرض مؤهلاتهم التي اكتسبوها خارج أوروبا في سوق الشغل إذا طلب منهم ذلك، في حين يرغب أغلب المهاجرين في تكوين أكثر، كما يواجه هؤلاء صعوبات أكثر مقارنة مع مواطني دول الإقامة في الحصول على تكوين او عمل، ويرى بين 25 و33% من المستطلعة آراؤهم أن تأهيلهم يفوق العمل الذي يقومون به.
يشتغل أزيد من نصف المهاجرين المستطلعة آراؤهم في القطاع الخاص، أما العمل في الوظائف العمومية بالنسبة للمهاجرين فنجده مرتفع في المدن الفرنسية والبلجيكية (باريس 22% وأنفرس 23% من المستطلعة آراؤهم)، مقارنة مع باقي الدول كإيطاليا مثلا، التي يتجاوز عدد المهاجرين الموظفين في القطاع العام في مدينة مثل ميلانو 2%. بينما يشتغل ربع المهاجرين في نابولي وميلان ممن شملهم الاستطلاع في الأعمال المنزلية.
في البرتغال بلغت نسبة المهاجرين الذين واجهتهم صعوبات في إيجاد عمل 83% في مدينة فارو و79% في العاصمة لشبونة، وتأرجحت هذه النسبة في مدن أوروبية أخرى كباريس وبروكسيل وميلان بين 60 و70% من المستجوبين، في حين سجلت مدينة برلين أضعف نسبة ب 36%.
ويعتبر التمييز ومشكل اللغة وعدم الاعتراف بالكفاءات المحصل عليها أهم العراقيل التي تواجه المهاجرين في البحث عن العمل.
كما ابرز الاستطلاع أن التقرير أن واحد من كل أربعة مهاجرين ممن تمكنوا من الحصول على شغل في إحدى الدول السبع، يعمل في وظيفة أقل من تأهيله العلمي، في حين يري حوالي نصف المهاجرين الحاصلين على شغل واثنان من كل ثلاثة عاطلين أنه من الضروري اتباع تكوين مهني.
محمد الصيباري
24-05-2012