أثار طلب مهاجرة من نيجيريا، يوم أول من أمس الجمعة استغرابا واسعا في إسبانيا، تسجيل اسم مولودها باسم «الدائرة الوطنية للعمل» (إينيم).
اختيار المهاجرة تسمية المولود «إينيم» فاجأ الموظفين وكل الحضور، وظن الموظفون، في البداية، أنها كانت تمازحهم، فطلبوا منها أن تكتب بالضبط اسم وليدها الجديد. إلا أنها أكدت لهم جدية طلبها، لأنها ولدت مولودها داخل مكتب تابع لـ«الدائرة الوطنية للعمل»، وقرر الأب أن يطلق عليه اسم الدائرة نفسها، كي يقرن اسم وليده بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها إسبانيا.
السيدة المهاجرة من نيجيريا كانت تعمل طباخة، ثم سرحت من العمل. وعندها راجعت يوم الأربعاء الماضي مكتب «الدائرة الوطنية للعمل» في بلدة الكوركون، التابعة للعاصمة الإسبانية مدريد، كي تسجل اسمها ضمن قائمة العاطلين، أملا في العثور على عمل في المستقبل. ثم وقفت هناك في طابور وكانت أمامها طبيبة برازيلية تدعى سيموني تبحث أيضا عن عمل. وعندما لاحظت الطبيبة أن المهاجرة النيجيرية متعبة تبرعت لها بمكانها وقدمتها عليها. ولكن بينما كانت النيجيرية مشغولة بالحديث مع الطبيبة، جاءها المخاض، فبادرت الطبيبة إلى توليدها خلال 10 دقائق داخل المكتب.
هذا، وما أن انتشر الخبر حتى أثنت مؤسسات عدة على مبادرة الطبيبة الإنسانية، وعرضت عليها وعلى السيدة النيجيرية العمل. وفي حين أبدت الطبيبة استغرابها الإغداق عليها بالثناء وعروض العمل معتبرة أنه «كان من الممكن أن يحدث هذا لأي طبيب آخر لو كان في مكاني، ولهذا فأنا لست مميزة عن الباقين»، فإنها رفضت أن تحل ضيفة على برامج تلفزيونية بقولها «أنا لا أبحث عن الشهرة، ومهارتي موجودة في سجلي المهني». غير أن المهاجرة النيجيرية لم تنس فضل «صديقتها»، إذ دعتها يوم أول من أمس إلى حفل عائلي خاص بمناسبة قدوم المولود الجديد.
28-05-2012
المصدر/ جريدة الشرق الأوسط