يصدر في منتصف يناير الجاري عن إحدى دور النشر بباريس، مؤلفا للفرنسي من أصل مغربي يوسف الشيهب، يحمل عنوان "وثيقة المطالبة باستقلال المغرب 11 يناير 1944، رجال، مصائر، ذاكرة".
ويتعلق الأمر بمحاولة لسبر أغوار إحدى المراحل الحاسمة في التاريخ السياسي للمغرب، عبر تسلسل زمني لأحداث متتالية، يعرج من خلالها الكاتب على قصة مأساة عائلته.
ويحكي يوسف الشيهب في مؤلفه عن وفاة أحد أعمامه، في الحرب من أجل تحرير فرنسا من الاستعمار النازي، دون أن يكترث به أحد، فيما جرح الثاني بالهند الصينية. أما عمه الثالث الأصغر سنا، فأصيب برصاص الشرطة الفرنسية في 27 غشت 1953 بدرب السلطان بالدار البيضاء لا لذنب سوى أنه رفع صورة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه الذي كان آنذاك في منفاه بمدغشقر.
وقال المؤلف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذه الأحداث غير المعروفة بما فيه الكفاية لدى أجيال ما بعد الاستقلال بالمغرب، وتلك المنحدرة من الهجرة، هي شهادات للذاكرة، وتكريم للمغفور له محمد الخامس، واعتراف بفضل الموقعين ال67 على وثيقة المطالبة بالاستقلال، "من أجل أن يعانق مواطنونا الحرية ويبنون الأمة المغربية".
وأضاف المؤلف أنه خلال هذه السنة التي يخلد فيها المغرب الذكرى السبعين لوثيقة المطالبة بالاستقلال، يتعين على الجميع كل في مجال اختصاصه الاحتفاء بهذه الذاكرة في إطار الالتزام والتماسك، مشيرا الى أن مؤلفه يستمد مغزاه من كون التاريخ يفيد في بناء السلام وتحقيق التقارب بين الشعوب.
ويعمل يوسف الشيهب الذي ازداد سنة 1960 بالدار البيضاء، أستاذا بجامعة السوربون بباريس، وهو خبير في مجال التنمية، ودكتور في الجغرافيا بكلية الجغرافيا والتهيئة والتعمير بجامعة فرانسوا رابلي بمدينة تور. وهو أيضا محاضر حول التنمية البشرية، والتحولات الجيوسياسية بالعالم العربي.
عن وكالة المغرب العربي للأنباء