مع تقدمِ النقاش فِي كيبِيكْ حولَ "ميثاق القيم"، الذِي يحضرُ ارتداء الرمُوز الدينيَّة، بمَا فِيها الحجاب بالنسبة إلى المسلمِين، دقَّ فاعلُون اقتصاديُّون في الإقلِيم ناقوسَ الخطر إزَاء ما يمكنُ أنْ ينجمَ من تبعاتٍ سلبيَّة عنْ تطبيق القانون، بخسارة كفاءاتٍ مسلمَة على مستوَى كندَا، تحتاجُ إليها في تنمية البلاد.
.
التوجس من تداعيات "الميثاق" المثير للجدَل، لمْ يقتصر على جمعيَّات ضدَّ الإسلاموفوبيَا، بلْ شمل تنظيمات اقتصاديَّة، حيثُ نبهَ مجلس "الباطرونَا"، من ثنيِ الخطوة المهاجرِين المؤهلِين عن المجيء إليها، بينمَا هيَ في حاجةٍ إليهم، سيمَا أنَّ أسرًا مسلمَة، على مؤهلاتٍ علميَّة عاليَة فِي كندَا فكرت، وفقَ ما أوردته صحيفة "موريال كازِيتْ"، في التخلِي عن وظائفهَا، بسبب إقبَال ميثاق القيَم، على منعِ كافَّة الرموز الدينيَّة في الوظيفَة العموميَّة، من باب الحيَاد الدينِيِّ للدولَة.
سميرة العونِي، عن جمعيَّة "تواصل من أجل الانفتاح والتقارب بين الثقافات"، إنَّ نسبة البطالة بين الجاليَة المغاربيَّة في الوقت الراهن تربُو على ثلاثين في المائة، في الوقت الذِي لا تتجاوزُ 8 في المائة في مونريال، مضيفة أنَّ التمييز ضد المسلمِين بدأ منذ أحداث نيويورك في الحادث من سبتمبر، كما ازدادتْ وتيرته في 2007 حين تبنى مجلس المدينة قانونًا للقيادة يهمُّ المسلمِين بخلافِ الجاليَات الأخرَى.
العوني المتخرجة من جامعة السوربون في باريس لاحظت أنَّه منذ اقتراح ميثاق القيم في الكيبيك، لم يفتأ وضع العمل يتراجع، مؤكدة أنَّها ضد حظر الرموز الدينيَّة والحجاب بالنسبة إليها هويَّة، مردفَةً أنَّ المهاجرِين المنحدرِين من الدول المغاربيَّة يجدُون أنفسهم عرضةً للتمييز، بعدمَا قدمُوا إلى كيبِيك، وقدْ حفزهم عامل اللغة على الاندماج، سيما أنَّ كثيرًا منهم يحملُون شهاداتٍ عليَا، بيد الأمور تغيرتْ، فأصبحتْ هناكَ أزمَة في أوساطهم.
فضْلًا عن ذلك، أثارتْ الصحيفة الكنديَّة أزمةً أخرى، تبتدَى مع عمل أشخاص مؤهلِين في حوزتهم شهادات عليا في مجالات لا تتلاءَمُ مع كفاءاتهم، كما هو الشأن بالنسبة إلى أستاذة إيرانيَّة مكونة في الهندسَة المدنيَّة تعملُ في تدرِيس الرياضيات، كما أنَّ عددًا كبيرًا من الطاقات الإيرانيَّة يعملُون سائِقِين لسيارات الأجرة، فضْلًا عن مجابهة الأطر الطبيَّة عراقيل في ولوجها إلى العمل بالمستشفيات، حتَّى قبل اقتراح ميثاق القيم، الجارِي البحث فيه.
ارتفاعُ منسوب العنصريَّة ضدَّ المسلمِين بكيبِيكْ، وفقَ مونيال غازِيت، يأتِي رغم تدنِي نسبة المسلمِين فيها، التِي لا تتخطَّى 3.1 في المائة، في حين تبلغ 9.5% بموريال، عازيَة تنامِي استهداف الجاليَة المسلمة إلى استلهام الوزير الأول المحلي النموذج الفرنسِي، وفق ما قاله لفرانسوا هولاند، فِي آخر زيارةٍ له إلى فرنسا، ديسمبر الماضي، "في الوقتِ الذِي فطن هولاند إلى تنامي التوتر وطلبَ تقريرًا حول المسألة، أوصَى بالتراجع عن حضر الحجاب في المدارس"، تضيف الصحيفة الكنديَّة.