أكد المشاركون في لقاء نظم، نهاية الأسبوع الماضي بمدينة هيرين (200 كلم جنوب شرق أمستردام) أهمية التماسك الأسري في تعزيز هوية وتربية الأطفال المغاربة المقيمين بالخارج لصالح إندماج سليم.
وانكب هذا اللقاء، الذي نظم بمبادرة من جمعية "ألوان وكفاءات" بالتعاون مع القنصلية العامة للمغرب بدين بوش، والذي تميز بحضور أستاذة مرموقين، على إبراز المكانة التي تحتلها الأسرة في الإسلام وآخر المستجدات التي جاءت بها مدونة الأسرة المغربية في هذا المجال.
وفي هذا السياق أكد عضو المجلس العلمي لمدينة سلا، إدريس خليفة، أهمية موضوع تعزيز التماسك الأسري الذي يمر من خلال تربية الأبناء وفق تعاليم الإسلام المعتدل كما يتبناه المغرب، مضيفا أن المملكة تشكل في الوقت الحالي بفضل انفتاحها، كنموذج يتحذى بالنسبة للعديد من البلدان العربية والإسلامية.
وأعرب خليفة عن أسفه لكون بعض الشباب يذهبون ضحية تأثير تيارات غربية عن قيم الإسلام، مؤكدا أن الدور الأول للأسرة يتمثل في حماية أبنائها من الانحرافات من خلال ترسيخ قيم السلم والتعايش واحترام الآخر لديهم، كما يدافع عنها الإسلام، الذي يمثل قبل كل شيء، دين التقاسم والانفتاح.
وشدد من جهة أخرى على المفهوم الخاطئ "للجهاد: لدى بعض الشباب المتأثر بأفكار راديكالية، مبرزا أن الذهاب للقتال في بعض البلدان وقتل أناس آخرين لا يمت للإسلام بأي صلة".
من جهتها، أشارت عضو الغرفة الاجتماعية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، رشيدة أحفوظ، إلى الدور المحوري للأسرة في تطور المجتمع، مبرزة أن مدونة الأسرة الجديدة بوأت المغرب مكانة جد هامة من البلدان المتقدمة جدا في هذا المجال.
وقالت إن هذه المدونة أعطت للحفاظ على التماسك الأسري أهمية قصوى عبر ضمان حقوق جميع مكونات هذه الأسرة، الأب والأم والأطفال، مذكرة بأنه ومن أجل تعزيز هذه المكتسبات أطلق المغرب، لأول مرة، ورشا كبيرا يتعلق بإصلاح العدالة.
وشددت في هذا الإطار على مستجدات القانون المغربي الرامية إلى تعزيز التماسك الأسري ومن بينها حق المرأة في اختيار زوجها وتقاسم المسؤولية داخل الأسرة والقانون حول زواج القاصرين وحقوق الأطفال.
من جانبها، أشارت كريمة بوعمري، رئيسة جمعية الدفاع عن الرسول، إلى أن الإسلام عالج جميع الإشكاليات التي تعاني منها الأسرة اليوم، مما يحتم العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية للاستفادة منها قصد بناء أسرة ترتكز على الاحترام والمحبة والسلم الاجتماعي، مضيفة أن التأويل الخاطئ أو بسوء بنية أحيانا للنصوص القرآنية وأقوال الرسول تشكل المصدر الرئيسي للتضليل. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال القنصل العام للمغرب بدين بوش، محمد تاجا، إن هذا اللقاء الذي يأتي بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال45 للهجرة المغربية إلى هولندا، شكل فرصة لمناقشة المشاكل التي تواجهها الجالية المغربية المقيمة بهولندا، خاصة التفكك الأسري وتأثيرة على الأطفال.
وانصب النقاش خلال اللقاء على عدة إشكاليات المرتبطة بهوية وثقافة الجالية المغربية المقيمة بهولندا وباندماجها في بلد الاستقبال وكذا على الصعوبات التي تواجهها على صعيد المصادقة على الزواج وتسجيل الأطفال في دفاتر الحالة المدنية.
عن وكالة المغرب العربي للأنباء