الجمعة، 27 دجنبر 2024 20:24

شباب مغربيون: كنت على وشك الذهاب ... للجهاد

الجمعة, 14 نونبر 2014

تشهد ظاهرة التطرف الإسلامي رواجا كبيرا في المغرب وخصوصا في الأوساط الفقيرة. ولمواجهة تزايد عدد المرشحين للجهاد، تشدد السلطات المغربية تعاملها مع المسألة. ريبورتاج.

تم في نهاية سبتمبر/أيلول توقيف شخص في مدينة مليلية يشتبه بأنه يجند الشباب للجهاد في صفوف "تنظيم الدولة الإسلامية". وتزدهر مختلف أنواع التجارة المشبوهة على الشريط الحدودي الخاضع لحراسة مشددة. تهريب الملابس والكحول والمخدرات... تساهم التجارة الممنوعة في تمويل السفر إلى "الحرب المقدسة".

ومكن التعاون بين السلطات الإسبانية والمغربية من توقيف ثمانية جهاديين إسلاميين مفترضين آخرين في مدينة الناظور شمال شرق المغرب. ويؤكد مسؤولون سياسيون أن هذه الظاهرة هي جديدة نسبيا في المنطقة. فيقول حسان مختار النائب في مدينة مليلة " نعيش في منطقة حدودية ترتفع فيها نسبة الفقر خاصة بين المسلمين ما يمثل أرضا خصبة للأفكار الجهادية المتطرفة".

غياب ثقافة دينية

كانت أساسا الأحياء الشعبية في المدن الشمالية نقطة انطلاق نحو 1700 مغربي ذهبوا للقتال في سوريا والعراق. لكن بالنسبة للبعض، لم يكن الفقر وغياب الآفاق المستقبلية الأسباب الوحيدة التي دفعتهم إلى التخلي عن كل شيء من أجل الجهاد.

فالصحافي خليل سالي بحث عوامل ظاهرة السفر للجهاد التي تغذيها حملات دعائية تنشر عبر الإنترنت، فيرى أن رواج مثل هذه الفيديوهات مرتبط بغياب كلي لثقافة دينية. ويقول سالي إن التربية الدينية التي يتلقاها هؤلاء الشباب ليست كافية لتعليمهم قيم الإسلام فـ"الشريعة كما نعرف نحن هي أن تأخذ من القرآن ومن السنة النبوية الشريفة قبل أن تأخذ من "علماء الظاهرة"".

وتنشط العديد من الجمعيات في مواجهة الدعاية الجهادية التي تعد "الشهداء" بالجنة. ففي حي بني مكادة وهو أحد الأحياء الفقيرة ويقع في مدخل طنجة، تركز جمعية "شفاء" عملها على التكوين المهني لتسهيل اندماج الشباب. فهدفها إبعادهم عن الانحراف وعن مغريات السفر. ويرى عمار ملاحي منسق الجمعية، أن الأزمة في أوروبا وتشديد سياسة الهجرة هي من العوامل التي تساهم في تنامي ظاهرة السفر للجهاد. فيقول إنها ظاهرة جديدة نسبيا لأن الحل بالنسبة إليهم كان سابقا الهجرة وعندما أغلقت الأبواب فهموا أن المستقبل ليس في أسبانيا، ويضيف "الشباب في وضعية صعبة : غياب العمل وغياب التكوين وغياب المدرسة وغياب التأطير العائلي فحين تغلق جميع الأبواب يتم التفكير في الذهاب للجهاد".

"لا أعرف كيف نجحوا في إقناعي"

كاد "غسيل المخ" وغياب الآفاق المستقبلية ووعد بالحصول على 60 يورو بمجرد وصوله لسوريا، أن تقنع شابا في الـ18 من العمر بالسفر للجهاد. فقدم لنا شهادته متحفظا على هويته "التقيت أشخاصا في المسجد الذي كنت أرتاده، فأحدثوا دوامة بداخلي وكانت لهم حجج كثيرة.. ولا أعرف حتى كيف نجحوا في إقناعي، إلى حد أني تخليت حتى عن فكرة العمل في المرفأ" وتابع "كانوا يقولون لي إن الحياة في أسبانيا لم تعد تجدي بسبب الأزمة وأن الذهاب إلى سوريا أحسن. كنت على وشك الذهاب.. قبل أن أعلم أن أشخاصا عادوا من سوريا وهم على حافة الجنون وأن آخرين يريدون العودة لكنهم عالقون هناك".

وأكد لنا شاب آخر "لا أحد يتحدث عن هذا الموضوع في الخفاء، بل علنا على غرار الحديث على مباراة كرة أو شؤون الحياة اليومية... وجاؤوا في محاولة لإقناعي لكني رفضت.. فأنا كنت رأيت بعضهم في بني مكادة يبيعون المخدرات ويعتدون بالعنف على الناس، وهذا كله عكس الإسلام".

رضا بن عثمان ناشط حقوقي قضى خمس سنوات في السجن بتهمة الدفاع عن الإرهاب، وهي تهمة لطالما نفاها. ويرى بن عثمان أن سياسة محاربة الإرهاب التي تعتمدها السلطات المغربية منذ اعتداءات الدار البيضاء عام 2003 ليست فعالة فيحملها المسؤولية ويقول "الدولة أخطأت حين سمحت للفكر الوهابي المتطرف أن يعم المجتمع في المرحلة التي حاول فيها النظام إحداث توازن بين التيارات اليسارية والتيارات الإسلامية، فسمح للفكر الوهابي أن يجتاح الجامعات وبعض المناطق المهمشة.. اليوم يتحمل المسؤولية ". وشددت السلطات المغربية العقوبات بحق كل من يشتبه بمحاولة انضمامه إلى صفوف "تنظيم الدولة الإسلامية"، ويمكن أن تصل إلى 15 سنة سجن نافذة.

عن موقع فرانس 24

Google+ Google+