الخميس، 26 دجنبر 2024 15:15

زكية خيرهم .. مغربية تحكي قصص "الأجانب في بلاد الفايكنغ"

الجمعة, 09 يناير 2015

لم تكن فترة إقامة الكاتبة المغربية زكية خيرهم بالنرويج لتمر دون أن تدون انطباعاتها وشهاداتها على هذا البلد الاسكندنافي المختلف جغرافيا وثقافيا عن بلدان أوروبية عديدة.

واختارت زكية خيرهم، الحاصلة على ماجستير أدب انجليزي من جامعة "سان فرتنسيس كالدج"، والعضوة في نقابات الكتاب في النرويج، أن تحكي ضمن مجموعتها القصصية القصيرة "الأجانب في بلاد الفايكنغ"، مشاهد وقصصا عن حياة الأجانب، وعلى الخصوص العرب والمسلمين، في هذا البلد الذي ورث تاريخ الفايكنغ.

والفايكنغ هم شعوب عاشت على الملاحة والنشاط البحري والتجارة في المناطق الإسكندنافية (النرويج والسويد والدنمارك وآيسلاندا)، وخاضت عدة حروب مع سكان مناطق أوروبية أخرى خاصة في الفترة من القرن الثامن إلى القرن ال11 الميلادي.

ونسجت زكية خيرهم في هذه المجموعة حكايات قصيرة، بعضها واقعي، لشخصيات متنوعة من العرب والمسلمين والأجانب المقيمين في النرويج البلد الذي يعرف توافدا متزايدا للأجانب إليه بعد الطفرة النفطية لسنوات الستينيات من القرن الماضي.

وتعتبر الكاتبة المغربية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مجموعتها القصصية القصيرة "الأجانب في بلاد الفايكنغ"، تتحدث عن "حياتنا نحن الأجانب بمختلف الأعراق والأديان والألوان، وتقدم صورا عن يومياتنا في المجتمع الاسكندنافي، وتظهر ملامح الاندماج والانفصال".

إنها حسب خيرهم مجموعة إبداعية تكشف عن سلوكيات الناس بغض النظر عن جنسياتهم، وتصرفاتهم الفردية الإيجابية أو السلبية، وتتحدث عن "الإنسان ابن بيئته" سواء كان في بلاد الغرب أو الشرق، وكذا عن "الخير والشر" .

وتشير القاصة خيرهم، التي سبق لها أن عملت أستاذة للغة الفرنسية في مدرسة "ارتهاغن" بأوسلو، وفي المركز الثقافي العراقي بالعاصمة النرويجية (1996)، أن هذه القصص تموج في بحر من تناقضات البشر وإنسانيتهم.

وتقول خيرهم، التي شغلت منصب نائبة رئيسة المنتدى العربي بأوسلو سنة 1997، "إن هناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤثر في الإنسان سواء كان في الوطن أو خارجه، وتجعله سفيرا لوطنه شاء أم أبى".

هذا التأثير لا يأتي اعتباطا إلا بعد تأقلم مع المحيط، ولهذا حاولت الكاتبة تنويع إطلالات قصصها القصيرة بين وصف الطبيعة المتنوعة والطقس المتقلب وصعوبة التأقلم الأولي مع محيط مغاير تماما عن المجتمعات الأوروبية الأخرى، إنه بلد يقع في شمال أوروبا وقريب من القطب الشمالي بما يعنيه ذلك من حرارة منخفضة وتقلبات الطقس اليومية.

إنها 17 قصة قصيرة، نجد من بين عناوينها "العاصفة" و"الثلج الأحمر" و"ضاعت أنالينا" و"حذاء الرئيس" و"كريستينا" و"الصقر المتوحش" و"هذا البلد وطني" و"قطار الحرية".

وجسدت الكاتبة روح الرسالة التي تريد إيصالها عبر الكتاب من خلال صورة غلاف المجموعة، حيث تقول إنها "شيئا ما كوميدية في معناها"، موضحة أنها ترمز إلى "أجانب يبحرون في سفينة القراصنة. وكان قد وصل في الماضي سكان هذه المنطقة إلى أوطاننا. والآن نرجع إليهم بسفينتهم وبخوذاتهم ذات القرون وهم من وطنهم يقفون بسيوفهم مستعدين لمقاومة عدم دخولنا إلى بلدهم".

وتعتبر أن هذه المجموعة "تضم قصصا ذات معنى إنساني محض وقد يجد القارئ نفسه في إحداها أو كلها وقد يحس ما تحسه عناصر القصة، ليعيش معهم غربتهم، وأشواقهم وأحزانهم، أفراحهم وخيباتهم".

وهذه القصص، تضيف خيرهم، تتضمن مواقف تعبر عن أحاسيس إنسانية ومعاناة متشابهة بين من يعيش في الوطن أو خارجه، معتبرة أن "ما يميز هذا عن ذاك هي ظروف المكان والزمان ونمط الحياة".

في هذه المجموعة، الصادرة عن دار الكرمل للنشر والتوزيع بالأردن، أبدعت الكاتبة المغربية زكية خيرهم في تطويع اللغة من حيث الوصف واستحضار تجليات الأماكن والشخوص في منطقة تعرف ببرودة طقسها وصعوبة عيش الأجانب بها نظرا لتغير ظروف الحياة والثقافة السائدة بها.

ولهذا وصفت الكاتبة، التي عملت مستشارة للمركز الثقافي النرويجي 2004 لاختيار كتب من الأدب العربي لترجمتها، حياة الإنسان على أنها "عبارة عن سفر قد يكون داخل الوطن نفسه أو خارجه أي في الغربة"، مبرزة أنه "قد يكون غريبا في الوطن الأم أو في المهجر على أنه تبقى حياته ومعاناته وتجاربه في الحياة عصارة شخصيته في المجتمع" الذي يعيش فيه.

عن موقع هسبريس

Google+ Google+