الخميس، 26 دجنبر 2024 16:50

الخمليشي: المسلمون يركزون على الشعائر لا على قيم الإسلام

الإثنين, 16 فبراير 2015

لماذا يحمل عنا الغرب صورة مغلوطة؟.. هذا السؤال يتبادر إلى أذهان أغلب المسلمين في وقت الأزمات التي تلوح بينهم وبين دول الغرب، كما حصل في فرنسا بعد أحداث شارلي إيبدو حين وجد مسلمون فرنسا أنفسهم، ومعهم مسلمو العالم، محط اتهام بارتكاب جريمة لا ذنب لهم فيها.. بينما تقترن الإجابة بوجود صور نمطية يحملها الغربيون عن الإسلام، حسب المفكر المغربي مصطفى المرابط.

صور نمطية

لمرابط، وخلال مشاركته في ندوة عن صورة الإسلام في الإعلام الأوروبي منظمة من طرف مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج في رواقه بالمعرض الدولي للكتاب، قال إن أحداث شارلي إيبدو هي نتيجة وليست سببا، لذلك يجب، حسب المفكر المغربي، عدم التوقف عند الحادثة في حد ذاتها، وإنما يجب لفت الانتباه إلى أن الإنسان يملك الوعي واللاوعي، يملك العقل والوجدان كما يملك الحقيقة والخيال، و"الجانب الأخطر في الإنسان هو جانب المخيال الذي هو عبارة عن ترسبات لعوالم وتصورات ثقافية معينة" حسب لمرابط الذي اعتبر أن الإنسان يسقط رؤيته على الأشياء، وهنا تنشأ الصور النمطية التي تمثل وعيا جمعيا.

لذلك فرسوم الكاريكاتور التي يتم نشرها عن الإسلام لا تمثل بالنسبة لرساميها صورة عن الآخر وإنما تمثل الصور النمطية التي كونها أصحاب الرسوم المسيئة، وهي تعبير عن مرض في المتخيل الجمعي الغربي، يقول لمرابط الذي حمل للبنى الفكرية والنفسية لدى الغرب مسؤولية الصور التي يحملها عن الدين الإسلامي، على اعتبار أن "رسول الإسلام الذي صورته المجلات الأوروبية ليس هو النبي الذي أعرفه، وإنما يمثل الصور النمطية التي ترسخت عن النبي منذ القرون الوسطى" وفق تعبير لمرابط.

ويرى مدير مركز مغارب للدراسات أن ما يستوجب التنديد هو المتخيل الجمعي المريض الذي يحمل صورا خاطئة عن الإسلام، مردفا أن التنديد يجب أن يطال حتى المتخيل الجمعي المسلم الذي يحمل الكثير من الصور النمطية عن الغرب.. كما أكد نفس المتحدث أن هذه الصور النمطية هي التي تنوب عن المسلمين في التصارع ليكونوا هم الضحية، ولا يمكن الخروج من هذا المأزق إلا عندما يقرر كل طرف أن يتحدث عن الآخر كما يقدم هو نفسه، وليس يُرى.

ووجه لمرابط تحذيرا للمسلمين حتى لا يتماهوا مع الصور النمطية التي يضعها الآخرون عنهم، لأن هذه الصورة ليست مرآة للمسلمين.. مشيرا إلى أنه يجب عدم إغفال المصالح السياسية التي قد تقف وراء تكريس الخلافات بين الشعوب والحضارات، وبأن هناك جماعات من مصلحتها أن تستمر الجدران النفسية والذهنية بين الشعوب لأن هذه الجدران تحتاج قرونا حتى تنهار.. وأضاف لمرابط: "العمل على المخاييل الجمعية أخطر من العمل على الفكر والعقول"، ويقترح "التركيز على العمل التربوي الذي يستطيع أن يؤسس لقيم جديدة تنبني على صور حقيقية".

إشكالية الجهل

اعتبر أحمد الخمليشي، مدير دار الحديث الحسنية، أن المسلمين مازالوا أسرى للفهم التراثي للدين الإسلامي ويعملون بقاعدة تقول إن الاجتهاد في الدين لا يلغي الاجتهاد، وهو أمر يحد تطور الفكر الإسلامي.. مضيفا بأن التراث الإسلامي، كما التراث المسيحي، فيه العديد من الأشياء التي يجب تجاوزها، غير أن المسيحيين نجحوا في تجاوز بعض مشاكل التراث بينما "نحن مشكلتنا في التصور الثقافي للدين" يقول الخمليشي.

وأضاف ذات المتحدث، من رواق الـCCME بالـSIEL، أن عملية تغيير الأفكار وتنزيلها على الواقع تعد صعبة، مقدما المثال بالثورة الفرنسية التي أقرت مبادئ الفرنسية، لكن عشر سنوات بعد الثورة سيضع نابليون قوانين لا تحترم حقوق المرأة، وكان يجب انتظار أكثر من قرنين حتى يتم تنزيل مبدأ المساواة في فرنسا.. وما يزيد من صعوبة تغيير الأفكار هو تفشي الأمية في المجتمع، كما هو الحال بالنسبة للمجتمعات المسلمة، "هم يجدون صعوبة في التعامل مع مبدأ الاختلاف في وجهة النظر ويركنون إلى صور نمطية عن الغرب" وفق تعبير الخمليشي.

وانتقد الخمليشي طريقة التدين التي أصبحت سائدة في الدول الإسلامية والتي وصلت للمسلمين المقيمين في أوروبا، ذلك أن المسلمين أصبحوا يركزون على الشعائر دون التركيز على القيم التي يدعو إليها الإسلام، لذلك دعا الخمليشي إلى ضرورة الرفع من سقف المعرفة في أوساط المسلمين أما إذا استمر الأمر على ما هو عليه "فمن المستحيل أن نتقدم".

عن موقع هسبريس

Google+ Google+