الخميس، 26 دجنبر 2024 15:26

التفرقة وإهمال السياسة .. أهم سمات الجالية المغربية باسبانيا

الإثنين, 08 يونيو 2015

تتسم الجالية المغربية المقيمة بالخارج بنوع من التفرقة، وغياب الاهتمام بالحياة السياسية، وهذا ما يترجم حضورها المحتشم في شتى الميادين، رغم كونها الجالية الأكبر من الناحية العددية، حيث تفوق 800 ألف مهاجر، لكنهم لا يعرفون كيفية حماية حقوقهم كأقلية.

كانت هذه الخلاصة التي خرج بها الملتقى الدولي لأئمة الخارج المنظم بمراكش من قبل "مجلس الجالية المغربية بالخارج"، المعروف اختصارا بـ "CCME"، حول موضوع "الإسلام في أوروبا وتحديات العيش المشترك".

وقال محمد خرشيش، عضو "CCME" باسبانيا، في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي"، إن الجالية المغربية المقيمة بالجارة الشمالية تعاني من تشتت كبير على المستوى الديني، ومن تموقع ضعيف سياسيا، عازيا ذلك إلى ضعف مؤهلات نخبه، وتعدد المشارب والمذاهب الدينية".

وأفاد المتحدث بأن "بعض المغاربة يتبعون الدين الإسلامي، وفق المذهب المالكي، وما تمليه تقاليد بلدهم الأصلي، والبعض الآخر يجدون ضالتهم في إتباع المذهب الوهابي للسعودية، أما البقية من المغاربة فيختارون اللجوء إلى القنوات الفضائية والانترنيت".

وزاد خرشيش، المرشد الديني للسجناء المغاربة باسبانيا، بأن هذا الانقسام الحاصل بين أفراد الجالية المغربية، يجعل أيضا الأئمة غير قادرين على نهج خطاب يستقطب الشباب، لأن ما ينقصنا هو إعطاء الدين الإسلامي "طابعا دوليا"، حتى يتلاءم مع ما تقتضيه قوانين دولة اسبانيا".

وتابع المتحدث بأنه يتعين على الأئمة أن يجعلوا من التدين متناسبا مع السياق الذي يتواجد فيه المهاجرون، دونما الحاجة إلى استيراده من الخارج، وهذه التفرقة يمكن لنا أن نلمسها في الاندماج السلبي واللامبالاة بالحياة السياسية، وضعف التأهيل لدى الأجيال الصاعدة"، على حد قوله.

وفي سياق متصل، قال عبد الجبار بوسعداني، إمام أحد المساجد بالعاصمة مدريد، إن الأحزاب السياسية الإسبانية الجديدة تنهج خطابا أقرب إلى المهاجرين، على عكس الأحزاب الكلاسيكية، في إشارة إلى الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، والحزب الشعبي الذي يرأس الحكومة بزعامة "مريانو راخوي".

وناشد بوسعداني، ضمن تصريحه لـ "إفي"، المهاجرين المغاربة باسبانيا إلى المشاركة في الحياة السياسية، فهي الوسيلة الوحيدة الكفيلة بضمان مزيد من الحقوق، وأن يتعلموا أن يكونوا مواطنين مسلمين اسبان، وأن يدافعوا على البلد الذي احتضنهم، وأن يحترموا بنود قانونه".

ودعا ذات المتحدث إسبانيا إلى ضمان "الأمن الروحي" للجاليات المسلمة، وإعطاء مزيد من الاهتمام للأجيال الصاعدة، حتى تتمكن الدولة من تجنب تجنيدهم من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة، كما أنه على البلدين الجارين أن "يبديا إرادتهما القوية في التعاون المشترك لتسيير الشأن الديني".

وجدير بالذكر أن عدد الجاليات المسلمة باسبانيا وصل إلى مليون و 86 ألف، أي ما يشكل 3.8 في المائة من مجموع الساكنة، كما أن 30 في المائة من المسلمين المقيمين باسبانيا حاصلين على الجنسية، أي بمعدل 568.352 مهاجرا، 50 في المائة منهم مغاربة و 20 في المائة من جنسيات أخرى.

عن موقع هسبريس

Google+ Google+