الخميس، 26 دجنبر 2024 16:32

مهاجر مغربي يطلب دعم ابنته لتمثيل المملكة بـ"أولمبياد كوريا"

الإثنين, 12 أكتوير 2015

هُنّ أربعُ شقيقات يُدافعْنَ، في صمْت وبمثابرة عالية، عن ألوان العَلَم المغربي على مضامير مُسابقات التزحلق على الجليد في المسابقات الدوليّة، ويُمثّلنَ مفخرة بالنسبة للمغرب، خاصّة أنَّ المملكة، على غرار باقي البلدان العربية، غائبَة عن التنافُس في هذا المجال الرياضي على المستوى العالمي.

وعلى الرغم من دفاعهن المستميت عن ألوان العلَم المغربي وسعْيهنّ الحثيث إلى تمثيله خيْرَ تمثيل في المحافل الرياضيّة الدوليّة، إلّا أنَّ المغربَ، لحدّ الآن، لم يُقدّم أيّ دعمٍ لهؤلاء البطلات الرياضيات، اللواتي يعشن رفقة عائلتهنّ في فرنسا، ويتكفّل والدهنَّ بجميع المصاريف لمواصلة مشوارهن الرياضي الواعد.

والدُ الفتيات الأربع، سمير غيباري، حمَلَ، خلال زيارته قبل أيام إلى المغرب، شكْوى "التجاهُل الذي يتعاطى به المسؤولون عن الشأن الرياضي في المغرب مع بناته الأربع، رغم تألقهن"، وقال في حديث لهسبريس: "يصعب عليّ تقبّل هذا التعامل، لأننا لا نبتغي شيئا آخر غيْرَ إعلاء راية المغرب".

ما يُفاقمُ من حيرة الأب، هُو أنَّه يعيشُ بيْن سندان "لا مُبالاة" المغرب إزاء بناته البطلات، وتمسّكه بدفاعهنّ عن ألوان العَلم المغربي من جهة، وبيْن مطرقة العُروض المُغرية التي تتلقّاها بناته للدفاع عن ألوان أعلام أخرى، يُبدي مسؤولوها استعدادا تامّا لتوفير كلّ شيء لهُنّ، وبالتالي إراحة والدهنّ من كل المصاريف.

محمد، وهو قريبُ البطلات الأربع، البالغات من العمر على التوالي 8 و12 و15 و18 من السنين، يقول: "إمارة موناكو باغينْ يْخطفوهم"، ويُضيف وهُو يستعرض صورهُنّ: "هادشي خاصّو يوصل لجلالة الملك، هو الوحيد القادر على إنصافهنّ، خاصّة أنّهن بطلات متألقات، ويُشكّلن مصْدرَ فخْر للمغرب".

مصْدرُ الفخْر الذي تحدّث عنْه قريب البطلات الأربع لا يتجلّى فقط في الإنجازات التي حقّقتها الكبيرتان منهن خلال مسابقات التزحلق على الجليد التي شاركتا فيها خلال السنوات الماضية، بلْ في سعْي كارين، البالغة من العمر 15 سنة، للمشاركة في الألعاب الأولمبية 2018 المزمع تنظيمها بكوريا الجنوبية.

"سيكون مصْدر فخْر كبير للمغرب أن يكون مَن يمثله في هذه الرياضة خلال الألعاب الأولمبية، وسيكون البلدَ العربيّ الوحيد الحاضر على مضمار المنافسة، وسيكون سبّاقا في هذا المجال"، يقول القريب، لكنَّ ذلك قدْ لا يتحقّق، لأنَّ المشاركة في الألعاب الأولمبية تتطلّب تحضيرات مكثفة، ومصاريفَ قدْ لا يقدر والد كارين على توفيرها.

في السنة الواحدة، يدفعُ سمير غيباري 15 ألف يورو (أزيد من 15 مليون سنتيم)، لضمان استمرار كارين في التداريب، والمشاركة في المسابقات الدوليّة، وهذا هو الحدّ الأدنى، بيْنما يقتضي تجويد التداريب وتكثيفها صرْف 100 ألف يورو، لكنْ في غياب أيّ دعم من طرف المغرب يتعذر ذلك، وتكتفي البطلات الأربع بالحدّ الأدنى، في انتظار التفاتة المسؤولين المغاربة.

يقول سمير غيباري إنَّ باستطاعة بناته الالتحاقَ بمُنتهى السهولة واليُسر بفريق موناكو للتزحلق على الجليد، ويتحمّل الفريق كلَّ المصاريف، ويوفّر الظروف الملائمة لبناته الأربع للسيّر قُدما في هذا المضمار، "لكنني لا أريد، لأنّني يومَ غادرتُ المغرب حملتُ معي العَلم الوطني، وأنا فخور بانتمائي إلى المغرب، لكنّ المغرب لا يهتمّ بنا"، ثم يتساءل: "لا أدْري ما عليّ أن أفعل؟".

وإذا كانَ والدُ البطلات الأربع لا يعرفُ ماذا عليْه أنْ يفعل، فإنَّ قريبهنّ مُقتنع تماما أنَّ الملك هُو الوحيد القادر على جعْل المسؤولين عن الرياضة يلتفتون إليهنّ، خاصّةً وأنّ الألعاب الأولمبية بكوريا لم يعُد يفصل عنها سوى أقلَّ من ثلاث سنوات، وهي فُرصة أمام المغرب للبروز في هذا المجال الرياضي. "ابنتي تُلحّ على المشاركة في أولمبياد كوريا، لكن على المغرب أن يدعمها". يقول سمير غيباري.

غيباري التقى بمسؤولين عن الشأن الرياضي في المغرب، ومنهم مدير الرياضات بوزارة الشبيبة والرياضة، مصطفى أزروال، لكنْ لحدّ الآن لمْ تُسفر لقاءاته مع المسؤولين المغاربة عن أيّ نتيجة، ويقول: "مدير الرياضات كان لطيفا، ووعدني بالعمل على حلّ هذا المشكل، لكنني لحدّ الآن ما زلتُ أنتظر، ولا أعرفُ هل سيفعلون شيئا أم لا".

ويؤكّد سمير غيباري أنَّه لا يسْعى فقط إلى الدفع ببناته لرفع راية المغرب عاليا، بلْ يُفكّر أيضا في العودة إلى المغرب، وتأسيس نادٍ رياضي منْ أجل مساعدة الشباب المغربي على اقتحام هذا المجال الرياضي، مضيفا: "لا توجد في العالم أجمع دولة لديْها أربع أخواتٍ بطلات في هذا النوع الرياضي سوى المغرب، وهذا فخْر لبلدنا، لكنّهنّ بحاجة إلى دعْم".

أما ابنته كارين غيباري، ذات 15 ربيعا، التي يحذوها الأمل لتمثيل المغرب في أولمبياد "بيونغ يونغ"، فتقول: "نحن أربع شقيقات، هذا شي فريد في العالم في رياضة التزلج، وفرصة كبيرة للمغرب للبروز في هذه الرياضة"، وتضيف: "أنا أمثل العَلم المغربي في العالم كلّه، لكن دون أيّ مساعدة"، ويُضيف والدها: "أدفع كل شيء من جيبي من أجل وطني، لكنّ الوطن ليس فقط لا يقدّم لنا شيئا، بل لا يحترمنا حتى. أحبّ بلدي كثيرا، لكنّي عندما أفكّر في هذا الأمر أقول إنَّ هذا لا يُصدّق، ولم أتصوّر يوما أن بلدنا سيُعاملنا هكذا".

وفي انتظار أنْ يلُوح حلٌّ في الأفق، يحْذو الأملُ كارين أن تمثل المغربَ في أولمبياد "بيونغ يونغ" سنة 2018 بكوريا الجنوبية، لكنّ ذلك يتطلب- حسب مدربها كسافيي دياس- دعما ماليا، حتّى تتمكن من الاستفادة من تداريب دوليّة خارج فرنسا، ومن الدروس الخصوصية، ودروس الرقص، والاستفادة من خبرات مدرب بدني.... ويضيف كسافيي: "هدف كارين الأكبر هو تمثيل بلدها المغرب في أوّل حضور له في مسابقة التزحلق على الجليد بالألعاب الأولمبية".

واستطاعتْ كارين أنْ تحرقَ مراحلَ التألّق في مجال رياضة التزحلق على الجليد بسرعة قياسية في فرنسا. ففي ظرف ثلاث سنوات فقط، انتقلت من القسم الوطني الثاني (الدرجة الإقليمية) في الدوري الفرنسي للتزحلق على الجليد، سنة 2010، إلى القسم الثاني، ثمّ إلى القسم الأوّل سنة 2012، وتمكّنت في شهر مارس من السنة نفسها من الفوز بالدوري الفرنسي (الحد الأدنى).

كارين، حاولتْ، بجهودها الخاصّة، البحث عنْ مُموّلين مغاربة، وراسلت شركة الخطوط الملكية المغربية، لكنّ الشركة- حسب نصّ الرسالة الجوابية التي توصلت بها كارين- لم تكلف نفسها، سوى ببعث رسالة مقتضبة مفادُها أنّ طلب بطلة التزحلق على الجليد لم يحْظ بالقبول.

وعلقت المتحدثة على رسالة "لارام" بالقول: "انتظرت ستّة أشهر كاملة لأتوصّل برسالة رفْض، لقد آلمني ذلك كثيرا، خاصّة أنّ الشركة تنتمي إلى البلد الذي أنا منه وأسعى إلى إعلاء رايته".

عن موقع هسبريس

Google+ Google+