أخذت المنافسة الانتخابية بين حزب الجبهة الوطنية اليميني الذي تتزعمه ماري لوبين، وحزب جبهة اليسار التي يزعمها جون لوك ميلونشون، وتيرة من الحدة على إثر إقدام أنصار الجبهة الوطنية اليميني على توزيع ملصق توظف فيه الإسلام والمغاربيين للنيل من خصمها ميلونشون الذي قرر مواجهتها في الانتخابات الشتريعية مطلع يونيو المقبل.
وقد أقدم أنصار الجبهة الوطينة الفرنسية اليميني على توزيع نسخ عدة من ملصق دعائي على صناديق البريد للناخبين في المنطقة الانتخابية التي ترشح فيها مرشح جبهة اليسار جون لوك ميلونشون، ويضم صورة ميلونشون على خلفية بيضاء وخضراء في رمزية لافتة وصريحة إلى الإسلام، وتتوسط الصورة عبارة كانت قد قالها ميلونوشون في 14 أبريل 2012 أثناء حلمته الانتخابية جاء فيها :" إن مستقبل فرنسا لن يكون من دون المغاربيين والأمازيغ". وكُتبت في المساحة الخضراء من الملصق الدعائي عبارة "لنصوت على ميلونشون"، وأسفلها كتب بعربية مقلوبة وترجمتها خاطئة " التصويت ميلونشون". واللافت في الأمر أن الذين كانوا يوزعون الملصق الدعائي كانو يعمدون إلى تمرير الانطباع على انهم من أنصار جبهة اليسار.
وانتقد ميلونشون هذه الحلمة التي استهدفته من خصمها لوبين، وأكد في لقاء له بأنصاره في 29 ماس الجاري، قائلا" بالنسبة إلينا، الاختلاف هو ما قلناه ، نحن فخورون بكوننا خليط ، ونحن سعداء ان نعيش جميعا معا". وأضاف في رده على هذه الحملة من خصمته اليمنية المتطرفة ماري لوبين وأنصارها ، لكن اثناء حديث له هذه المرة على قناة "بي إف أم تي في" أمس الأربعاء 30مايو 2012، "إن هذا الاجراء سوف يكلف غاليا ماري لوبين، لأنها أٌقرت بمسؤوليتها عنه" واصفا دعايتها "بالمغرضة " بعدما كان قرر في وقت سابق اتخاذ إجراءات قانوينة ضدها.
من جهة أخرى بررت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية ماري لوبين هذا الإجراء الدعائي ضد منافسها جون لوك ميلونشون، وذلك في لقاء تلفزيوني على القناة الفرنسة كنال بلوس امس الاربعاء ، قالت فيه " إنني اتحمل كامل المسؤولية على هذا الإجراء" مؤكدة أن الملصق هو "وثيقة حقيقية "، نافية ان يكون انصارها قد "خرقوا أي قانون".
وأشارت صحيفة لوموند الفرنسية أن حزب الجبهة الوطني الفرنسي اليميني لم تكن هذه المرة الأولى التي يتورط فيها في أجراءات دعائية شبيهة، فقد أقدم أنصاره في العام 1988 على توزيع ملصق دعائي في جامعة ملاكوف يبدو فيها الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا مييتران بجلابة مغربية وكتب على الملصق بالعربية عبارة :" سنة طيبة وسعيدة".
وتعوّد حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني على توظيف الإسلام والعرب عموما والمغاربيين على الخصوص في خطاباته السياسية وفي حملاته الدعائية، بغرض جلب أصوات الناخبين الفرنسيين.
وتتجه الأنظارفي فرنسا صوب الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو، وكانت من اكبرمفاجآتها هو إعلان زعيم جبهة اليسار جون لوك ميلونشون ترشحه في معقل مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبين في بادو كالي شمال فرنسا،وهي المنطقة التي كانت تمنح تقدما لليسار منذ سنوات قبل ان تتقدم فيه الجبهة الوطنية.
1-06-2012
المصدر/ موقع ألف بوست