بالرغم من كون أزيد من 35% من الإسبان يعتبرون أن المهاجرين يشكلون عبء على البلاد إلا أن المهاجرين ساهموا بصورة إيجابية في تقدم جودة الحياة على مجموعة من الأصعدة، كما أن ما يساهمون به في إسبانيا يمثل ثلاثة أضعاف مما يكلفونه الخزينة، بحسب دراسة أجراها بنك "لا كاييتشا" الإسباني، نشرت نتائجها يوم 4 يونيو 2012.
على المستوى الاجتماعي فإن مساهمة المهاجرين في تعزيز جودة الحياة بإسبانيا بحسب ملخص الدراسة، يرجع إلى ارتفاع نسبة النساء الإسبانيات في سوق الشغل (انتقل المعدل من 28.4% سنة 1976 إلى 51% سنة 2009)، مما استوجب استقدام عمالة أجنبية للقيام بأعمال البيت، (40% من مجموع العاملات هن اجانب) وهو امر، تضيف الدراسة، جعل هؤلاء المهاجرات يلعبن دورا أساسيا كعامل رافع وضامن لجودة الحياة في إسبانيا.
أما على مستوى الحركية الاقتصادية فأبرزت الدراسة التي أشرف عليها الباحث في معهد السياسات والأملاك العمومية التابع للمجلس الأعلى للأبحاث العلمية بإسبانيا، فرانسيسكو خابيير مورينو فوينتيس، وأستاذة العلوم السياسية بجامعة أمستردام، ماريا بروكيتاس كاييخو، أن المهاجرين يشكلون محركا أساسيا للاقتصاد ولنظام الضمان الاجتماعي الإسباني.
وارجعت الدراسة ذلك إلى كون 30 % من الارتفاع الذي حققه الناتج الداخلي الخام في إسبانيا خلال أواسط التسعينات وخلال العشرية الأولى من القرن 21، كان بفضل عائدات المهاجرين، الذين ساهموا من خلال الضرائب والمدخرات الاجتماعيات ب50% من فائض الميزانية الذي سجلته المالية العمومية الإسبانية خلال سنوات الطفرة الاقتصادية، حيث دفعوا بين سنتي 2000 و2005 لخزينة الدولة ما مجموعه 23.4 مليار أورو (6.6 في المائة) مقابل 18.6 من قيمة الخدمات العمومية ( 4. 5 في المائة).
محمد الصيباري- مجلس الجالية المغربية بالخارج
5-06-2012