التقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ سعد الدين العثماني٬ أمس الثلاثاء في مونتريال٬ ممثلين عن جمعيات مغربية وطلبة وكذا أعضاء آخرين من الجالية المغربية المقيمة في كندا.
وتمحور النقاش خلال هذا الاجتماع٬ الذي حضرته سفيرة المغرب بكندا٬ نزهة الشقروني٬ والقنصل العام للمملكة في مونتريال٬ الزبير حكم٬ حول مختلف انشغالات مغاربة كندا في المجالات الاجتماعية والثقافية والتعليم.
وبعد أن أكد سعد الدين العثماني على أن المغرب يولي أهمية كبرى لوضعية مواطنيه في أي مكان في العالم٬ أبرز مساهمة هؤلاء المواطنين في التعريف ببلدهم على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية٬ وكذا في الدفاع عن قضاياه المصيرية .
وأضاف الوزير أن الحكومة المغربية٬ وبتعاون مع السلطات الكندية٬ تنكب باستمرار على حل المشاكل التي يمكن أن تعترض أعضاء الجالية والطلبة المغاربة خلال دراستهم في كندا بخصوص شروط الإقامة٬ والمنح الدراسية أو معادلة الشهادات٬ وذلك بموجب المعاهدات والاتفاقيات الموقعة بين المغرب وكندا في هذا المجال.
واستغل العثماني المناسبة للتذكير بالاصلاحات الديمقراطية والسياسية في المغرب وكذا آفاق التعاون مع أوتاوا٬ مشيرا الى الترحيب الذي لقيته زيارته الرسمية الى كندا التي تستمر ليومين٬ والتي تتزامن مع تخليد الذكرى الخمسين لإرساء علاقات دبلوماسية مع هذا البلد.
كما قدم للحضور توضيحات بشأن رؤية المغرب وقراره القاضي بسحب ثقته من كريستوفر روس٬ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء٬ وكذا مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية الذي تعتبره الأسرة الدولية مشروعا "جديا" و "موثوقا".
وفي المجال الاقتصادي٬ أشار الوزير إلى أن المبادلات التجارية بين كندا والمغرب "متواضعة نسبيا"٬ مضيفا أن حصيلة التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية تبقى "ضعيفة ولا ترقى إلى الإرادة السياسية المعبر عنها من طرف البلدين".
وفي عام 2011٬ بلغت المبادلات الثنائية للسلع 418,9 مليون دولار مقابل حوالي 328 مليون دولار في 2010٬ و513,4 مليون دولار في 2009 و452 مليون دولار في 2008.
وقال الوزير إن "العلاقات الاقتصادية لا ترقى الى مستوى العلاقات السياسية"٬ مشيرا الى المفاوضات الجارية لابرام اتفاقية التبادل الحر مع كندا.
يذكر أنه تم عقد جولتين من مفاوضات اتفاقية التبادل الحر٬ الأولى في أكتوبر 2011 بأوتاوا والثانية في مارس 2012 بالرباط. ومن المقرر عقد الجولة الثالثة من المفاوضات في الشهر الحالي في أوتاوا.
ودعا الوزير٬ خلال هذا الاجتماع الذي انعقد في "دار المغرب في مونتريال"٬ أعضاء الجالية المغربية في كندا الى تكثيف تنظيم أنشطة ذات طابع اجتماعي وثقافي للتعريف بالمغرب أكثر في صفوف الكنديين.
وأشار العثماني كذلك لمختلف لقاءاته أمس الاثنين في أوتاوا والتي جمعته مع نظيره الكندي جون بيرد٬ ورئيس مجلس الشيوخ نويل كينسيلا٬ والسكرتير البرلماني لوزير التجارة الدولية٬ جيرالد كيدي. ووصف الوزير زيارته لأوتاوا ب"الجد مهمة" و "الجد إيجابية ".
وبعد أن استعرض المتدخلون أمام الوزير انشغالاتهم٬ عبروا عن أملهم في تقوية التواصل والتشاور مع المؤسسات التمثيلية٬ والسلطات المغربية من أجل تعزيز مساهمتهم في إشعاع وفي دينامية تطوير بلدهم الأصلي.
6-06-2012
المصدر/ عن وكالة المغرب العربي للأنباء