تنفس اليهود والمسلمون المقيمين في هولندا الصعداء بعد التوقيع ظهر الثلاثاء على اتفاق ينظم الذبح الحلال في هولندا سمي (اتفاقية الذبيح الطقسي)، وذلك بعد أن أجاز البرلمان الهولندي قانونا يحرم ممارسة الذبح الحلال في هولندا في وقت سابق. مقترح مشروع القانون المذكور تقدم به حزب الحيوانات وحظي بمناصرة أغلبية الأصوات في الغرفة الثانية من البرلمان الهولندي.
حل وسط
كعادة مشاريع القوانين كان يجب عرض هذا القانون على الغرفة الاولى من البرلمان لتفحص دستوريته وعدم تعارضه مع قوانين اخرى قائمة وخلوه من أي عيوب فنية. لم توافق الغرفة الاولى على مشروع القانون ورأت فيه اخلالا بممارسة حرية مكفولة دستوريا، و هي حرية الاعتقاد.
كحل وسط جاء وكيل وزارة الزراعة في ديسمبر الماضي بمقترح يوفر حلا وسطا حيث اقدمت الحكومة على تشكيل لجنة من منظمات تمثل اليهود والمسلمين وأطباء بيطريين و اصحاب المسالخ وعلماء للعمل على التوصل الى صيغة تضمن معاملة الحيوانات بشكل جيد وتحقق رغبة اصحاب هذه الديانات في ذبيح حلال وفق شعائر اديانهم.
توصلت اللجنة في هذا المجال الى ايجاد صيغة ترضي الطرفين وذلك بفرض مواصفات محددة يجب ان تفي بها المسالخ ومستوى محدد من التدريب يجب ان يخضع له الاشخاص الذين سيمارسون الذبيح إضافة لحزمة من الشروط الاخرى المضمنة في الوثيقة.
خلاف
تأخر التوقيع على الوثيقة ثلاثة اشهر بكاملها وذلك بسبب الانتقادات التي وجهها ممثلو الديانة اليهودية والإسلامية لرئيس اللجنة لودو هيلابريكرز ، والذي يشغل ايضا رئيس منظمة الاطباء البياطرةKNMvD . في هذا الصدد يقول إي اوزتورا من مجموعة الاتصال بين المسلمين والحكومة بأن هيلابريكرز معروف بمواقفه المعلنة المضادة لفكرة الذبح الحلال حيث ظل ينشر هذه الاراء عبر مقالات الرأي والأعمدة التي يكتبها للصحف الهولندية.
كما أنه يرى أن الامر برمته يجب أن يتعلق بمصير الحيوانات ومعاملتها بشكل افضل وليس بممارسة حرية الاديان. اعرب اصحاب الديانات عن عدم ثقتهم في رئيس اللجنة وأصروا على تغييره إلا أن وكيل وزارة الزراعة اصر على بقاءه رئيسا للجنة التي واصلت اعمالها ليتسنى التوقيع على الاتفاق ظهر الثلاثاء.
جاهزية
بسؤال السيد أوزتورا عن تفاصيل الاتفاق وما يجب عليهم فعله للإيفاء بالشروط الواردة فيه يقول
" هناك شروط تتعلق بالحيوان والإمساك به جيدا أثناء الذبح، وعدم تعريضه لضغوط تسبب له التوتر في اليوم السابق للذبح. هناك شروط تتعلق بالمسالخ ودرجة نظافتها وأخرى تتعلق بالشخص الذي يمارس الذبح ودرجة التدريب الإعداد التي يخضع لها سواء كان من ناحية فنية او من ناحية دينية. كما يجب ألا تتعدي عملية الذبح مدى ثواني من الزمن . السكين التي يمارس بها الذبح يجب أن تكون حادة لدرجة معينة وذات طول معين، ولتفادي تعرض الحيوان لألم زائد يحلق احيانا الصوف من حول منطقة العنق حتى يتم الذبح بضربة واحدة"
ارتياح
لا يخفي اوزتورا ارتياحه جراء الاتفاق المتوصل اليه بين الحكومة وأصحاب الديانات وملاك المسالخ ، والذي يصفه بأنه وثيقة فريدة. قائلا أن المستهلك سيكون على بينة نتيجة الاتفاق وسيعرف بالضبط اين يمكنه الحصول على لحوم حلال وفي أي مذابح تذبح وهي شفافية لازمة في هذا المجال. أما عن تطبيق بنود هذا الاتفاق في الواقع والاليات اللازمة لمراقبة هذا التطبيق فهو أمر يعتمد على جهات عديدة. ينبه اوزتورا أن التوقيع على الوثيقة قد حدث قبل يوم واحد ومن المبكر جدا تحديد الصيغة التي ستفسر وتنفذ بها بنودها.
" لدينا وثيقة ولكن تنفيذها من ناحية فنية يتطلب وقتا وتفاصيل كثيرة. هل ستنشأ مذابح حلال مستقلة أم ينفذ الذبح الحلال بالمسالخ القائمة في أوقات متفق عليها تكون حصرا للذبيح الحلال. نحن كجهة مهمتها التواصل والتفاهم مع الحكومة لا نتدخل في شيء يخص التنفيذ ولكني زرت الكثير من المذابح الموجودة وأعتقد أنها جاهزة لممارسة الذبح الحلال ولا تحتاج لتعديلات كثيرة وبحسب رئيس اتحاد المذابح فإنها المذابح ستكون جاهزة للذبح الحلال بضعة اشهر ".
8-06-2012
المصدر/ إذاعة هولندا العالمية