وفي أجواء احتفالية انطلقت دورة كأس أوروبا لكرة القدم 2012 في أوكرانيا وبولندا تحت شعار "صناعة التاريخ"، وتتواصل إلى حدود غرة يونيو القادم ويشارك فيها 16 فريقا.
وفي بيان أصدره الاتحاد بهذا الشأن تزامنا مع انطلاق فعاليات الكأس الأوروبية -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- حث "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" كافّة الأطراف التي لها علاقة بتنظيم الكأس ومؤسسات المجتمع المدني بمن فيهم المسلمون على تعزيز سبل التواصل والتفاهم والاحترام المتبادل والتضامن بين مكوِّنات المجتمعات الأوروبية.
مقاومة العنصرية
وقد تداولت صفحات الفضاء الافتراضي قبل انطلاق دورة يورو 2012 تهديدات من بعض العنصريين القادمين من الخارج أو أصحاب البشرة السوداء، كما تحدثت صحف محلية وأوروبية عن وجود مخاوف من حدوث ممارسات عنصرية أثناء دورة يورو 2012، مما اضطر دولا أوروبية عدة لتحذير رعاياها من التعرض لاعتداءات في أوكرانيا في فترة البطولة.
وقد اضطرت الحكومتان الأوكرانية والبولندية لوضع خطة تنسيق بينهما للتصدي لكل مظاهر العنصرية في الفترة التي تستمر فيها فعاليات البطولة.
وقال رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا شكيب بن مخلوف في حديث للجزيرة إنه على المسلمين استغلال هذه المناسبة الرياضية الكبرى للمساهمة في معالجة التعبيرات العنصرية والأحكام المسبقة والقوالب النمطية، لتمكين روح الانفتاح والتبادل والصداقة التي تجسِّدها الرياضة.
وعن كيفية التصدي للعنصرية، أوضح بن مخلوف "سنكون أكثر فاعلية في الإبلاغ عن حالات العنصرية والتمييز وسنبين أننا لا نقل مواطنة عنهم".
وحول دواعي إقحام مؤسسة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا نفسها في موضوع لم تتعود طرقه، قال بن مخلوف "نريد بهذا دعم المبادرات التي تسعى لمكافحة العنصرية في الملاعب، ولتنقية الفضاء الاجتماعي عبر الأنشطة الرياضية وغيرها".
وأضاف أن الفضاء الرياضي يمكن أن يكون مجالاً حيوياً لإحداث تغيير قيمي نحو الأفضل، قائلا "الرياضة فرصة هامة ينبغي استثمارها في تعزيز قيم التفاهم والاحترام المتبادل"، وأكد أن الاتحاد أعطى الإذن لفروعه في أوروبا وخصوصا أوكرانيا وبولندا بالتفاعل الإيجابي مع هذا الحدث.
أرقام ساخنة
وفي هذا السياق أطلقت حملة "الإرشادية" التي يشارك فيها اتحاد المنظمات الإسلامية والإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا بالتعاون مع المراكز الثقافية الإسلامية والمساجد والجمعيات الاجتماعية، بفتح خطوط ساخنة خصصت لاستقبال اتصالات ضيوف العرس الأوروبي من العرب على مدار الساعة لخدمتهم والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم.
أعلام في شوارع هولندا للتعبير عن انطلاق كأس أوروبا 2012 (الجزيرة)
وتسعى الحملة -بحسب ما ورد على موقع براس أوكرانيا الذي يعد جسرا للتواصل بين أوكرانيا والعالم العربي- إلى إرشاد ضيوف أوكرانيا العرب والمسلمين أثناء فعاليات بطولة "اليورو 2012" عن البلد ومعالمه السياحية والإسلامية في المدن المستضيفة للدورة.
وأوضح الاستشاري الإعلامي حسام شاكر للجزيرة أنهم لا يرغبون في أن يكونوا متميزين عن غيرهم من المشاركين في فعاليات العرس الأوروبي، موضحا أن هدف الحملة هو إظهار أن المسلمين جزء من الحراك لا أصحاب خصوصية.
وبين شاكر أن تفاعل مسلمي أوروبا الإعلامي تركز في السنوات العشر الماضية على المحطات المأزومة، والإرادة هذه المرة أن تكون تفاعلا من نوع آخر مطبوع بالإيجابية والمشاركة الفاعلة في الحياة، وأشاد بالمبادرة معتبرا أنها تعبر عن وعي بمتطلبات المرحلة وترشيد خطاب مسلمي أوروبا.
وفي السياق نفسه تطرق رئيس قسم الشباب في الاتحاد صبري الشريف في حديث للجزيرة نت إلى أن فعاليات يورو 2012 تمس المسلمين من قريب، وقال إن منهم المشارك في المباريات والمشاهد لها.
وأضاف "لسنا بمنأى عن هذا الحدث ونحن معنيّون باستثمار ذلك بشكل إيجابي وبالتعاون مع شركائنا في المجتمعات الأوروبية دون تمييز".
14-06-2012
المصدر/ الجزيرة نت