أكد المشاركون في الندوة التي نظمتها وكالة المغرب العربي للأنباء (ومع) والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية بالمغرب٬ حول موضوع "المغرب - إسبانيا- هجرة : وجهات نظر متقاطعة"٬ اليوم الخميس بالرباط٬ على أن الحوار والتشاور بين المغرب وإسبانيا هو أنجع السبل لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها موضوع الهجرة.
وأوصى المشاركون٬ خلال هذه الندوة التي اختتمت أشغالها مساء اليوم الخميس٬ بضرورة معالجة القضايا المشتركة بين البلدين من خلال إرساء الحوار والتشاور وبلورة رؤية موضوعية تركز على الآليات الممكنة والاستراتيجيات الواجب اتباعها لمعالجة كافة المشاكل المتعلقة بالهجرة بين ضفتي المتوسط٬ مشيرين إلى أن موضوع الهجرة يشكل أحيانا فضاء خصبا لبعض المنابر الإعلامية لتكريس النمطية ومجانبة الحقائق .
ودعوا أيضا إلى اعتماد آلية للتواصل لمعالجة مختلف القضايا المطروحة على البلدين الجارين بما يضمن تحقيق تطلعاتهما في بناء علاقة مطبوعة أكثر بالاحترام والتقدير المتبادلين٬ خاصة وأن معالجة ظاهرة الهجرة تشكل المدخل الأساسي لبلورة مقاربة جديدة تراعي المصالح المشتركة وتستثمر التقارب الحاصل بين المملكتين المغربية والإسبانية على المستوى السياسي.
وفي هذا السياق٬ أكد خليل الهاشمي الإدريسي٬ المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه الندوة٬ التي قاربت موضوع الهجرة من خلال الدعوة إلى إرساء آليات الحوار والتشاور بين البلدين٬ حققت أهدافها المرجوة ليس فقط كفضاء للنقاش والتبادل ولكن باعتبارها مناسبة لطرح بعض القضايا المشتركة للنقاش العمومي. وأشار السيد الهاشمي الإدريسي الى أن التعاون الوثيق بين وكالة المغرب العربي للأنباء والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية بالمغرب٬ سيتوج أيضا بتنظيم لقاء حول الصحافة.
من جهته٬ أبرز المستشار في شؤون الشغل والحماية الاجتماعية بسفارة اسبانيا بالمغرب٬ رايموندو آراغون بومبين٬ دور وسائل الإعلام بالبلدين في نقل الصورة الحقيقية للمهاجرين وتغيير الصور النمطية٬ وهو ما يشكل أنجع السبل للولوج إلى المعلومة الصحيحة والموضوعية حول واقع الهجرة والمهاجرين باسبانيا٬ داعيا إلى إرساء الحوار والتشاور بين المغرب وإسبانيا من خلال اضطلاع المنابر الإعلامية في كلا البلدين بالمسؤولية المنوطة بهم.
من جانبه٬ أبرز المنسق العام بالنيابة للوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية بالمغرب٬ فيتشانتي أورتيغا كامارا٬ أن تنظيم هذه الندوة٬ التي تعكس التعاون العميق بين وكالة المغرب العربي للأنباء والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي٬ يهدف إلى تدعيم التقارب بين الشعبين المغربي والإسباني ومعالجة كافة القضايا المشتركة وعلى رأسها موضوع الهجرة.
وأشاد كامارا بهذه "المبادرة الإيجابية" التي تعزز عمق العلاقات التاريخية بين المملكتين٬ مؤكدا أن الحوار والتواصل هو أنجع السبل للخوض في مثل هذه القضايا وإيجاد الحلول لها.
وكان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، قد أكد في افتتاح أشغال هذه الندوة صباح اليوم أن التقارب الثقافي والإعلامي بين المغرب وإسبانيا يشكل صمام أمان للعلاقات بين المملكتين.
وأضاف مصطفى الخلفي أن هذا الجهد الثقافي والإعلامي ينضاف إلى التقارب الحاصل بين البلدين على المستوى السياسي خاصة في السنتين الماضيتين٬ والذي عكسه مؤخرا الموقف الإسباني بخصوص قضية الصحراء.
يذكر أن هذه الندوة تندرج في إطار البروتوكول الإداري للتعاون الموقع بين وكالة المغرب العربي للأنباء والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي ٬ والذي يهدف بالأساس إلى المساهمة في التعارف والتبادل بين المغرب وإسبانيا من خلال تعزيز نظام الاتصالات والمعلومات٬ وخلق فضاءات للقاءات بين الصحافيين المغاربة والإسبان.
15-06-2012
المصدر/ عن وكالة المغرب العربي للأنباء