قدم خبراء وجامعيون مغاربة وإسبان خلال ندوة نظمت اليوم الخميس بالرباط٬ قراءات تقاطعت تارة وتباينت تارة أخرى حول ظاهرة الهجرة التي تشكل مصدر "انشغال " بالنسبة "للشمال و"هاجسا بشأن تحويلات المهاجرين" بالنسبة للجنوب.
وقارب المشاركون خلال هذه الندوة التي نظمتها وكالة المغرب العربي للأنباء والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي والتنمية في المغرب٬ حول "المغرب-إسبانيا/الهجرة: وجهات نظر متقاطعة"٬ موضوع الهجرة التي تشكل جانبا ملازما لأية مفاوضات بين المغرب واسبانيا وتلقي بثقلها على المستوى الاستراتيجي على حاضر ومستقبل العلاقات بين البلدين٬ المدعوين إلى العمل معا لمواجهة انعكاسات الأزمة الاقتصادية الخانقة.
وفي هذا الاطار٬ أكدت السكرتيرة العامة للتشغيل والضمان الاجتماعي بسفارة اسبانيا في المغرب٬ مابولا بلاسكو٬ في مداخلتها على ضرورة مواءمة سياسة الإدماج مع التحديات الجديدة التي تفرضها الازمة الاقتصادية التي تعصف بإسبانيا.
وأكدت بلاسكو أن بلادها اضطرت إلى مراجعة أولوياتها في مجال السياسة العامة والخدمات الاجتماعية لصالح الجالية الأجنبية لتكييفها مع متطلبات الظرفية الحالية.
وقالت إن "الأزمة الاقتصادية والمالية التي أثرت بالخصوص على قطاعات هامة مثل التشغيل والتربية دفعت السلطات العمومية إلى إعادة النظر في سياسة الاندماج".
وأضافت أن إسبانيا تواجه تحديا مزدوجا يتمثل في التوفيق بين إكراهات الأزمة الاقتصادية وضمان الخدمات الاجتماعية الاساسية للجاليات الأجنبية المقيمة في البلد وذلك من خلال مقاربة جديدة.
من جهته دعا النائب السابق بالبرلمان الكتالوني، محمد الشايب إلى إجراء حوار "متفائل" حول العلاقات بين ضفتي العلاقات بين ضفتي المتوسط٬ مشددا على وجود ترابط في النمو الاقتصادي بين إسبانيا والمغرب.
وقال الشايب انه "لا يمكن أن نتصور أن تحقق إسبانيا نموا بدون المغرب"٬ مضيفا أن "المستقبل بين أيدينا".
من جهة أخرى٬ دعا الشايب الطرفين إلى إيجاد حل لمشكلة الطلبة المغاربة بإسبانيا المطالبين خلال الموسم الدراسي المقبل بدفع مبالغ مضاعفة 16 مرة من أجل التسجيل مقارنة الطلبة الإسبان .
من جانبه٬ قدم محمد ظاهري٬ مدرس بكرسي اليونيسكو لتسوية النزاعات بجامعة قرطبة٬ معطيات إحصائية صادرة عن مجموعة من الهيئات٬ مشيرا الى أن تدفق الهجرة ساهم بنسبة 4 في المائة في النمو الاقتصادي لاسبانيا خلال الفترة الممتدة من 1995 الى 2006 وبنسبة 50 في المائة في رفع الناتج الداخلي الخام بين 2001 و2006 (مقابل 30 في المائة خلال الفترة الممتدة من 1995 الى 2001).
وذكر السيد ظاهري بمساهمة المغاربة المقيمين باسبانيا في خلق 247 الف مقاولة اغلبها مقاولات صغرى ومتوسطة.
15-06-2012
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء