على مدى ثلاثة أيام استضافت المدينة الفرنسية ليل نهاية الأسبوع الماضي أكثر من 100 باحث و مختص من 25 دولة من أوروبا و روسيا و دول عربية و تركيا جاؤوا لحضور الملتقى السنوي السادس لمعهد ابن سينا للعلوم الانسانية الذي اختير له هذه السنة موضوع "مستقبل تعليم اللغة العربية في أوروبا"
الملتقى شكل فرصة لجميع المهتمين بتطوير تعليم اللغة العربية في اوروبا من تبادل وجهات النظر و العمل من خلال ورشات و محاور محددة من الوقوف على المشاكل و المعيقات التي تحد من انتشار تعلم اللغة العربية كلغة حية كباقي اللغات ،و قد أجمع المؤتمرون على وجود أزمة عميقة فيما يخص تعليم اللغة العربية في اوروبا حيث لم يحظ هذا المجال بما يكفي من الدراسات الشاملة و الموضوعية ،كما أن كثرة المتدخلين فتحت المجال أمام الجمعيات و المساجد لملئ الفراغ و القيام بإعطاء دروس في اللغة العربية من طرف اساتذة لا يخضعون للتكوين و يفتقرون الى مؤهلات اكاديمية و لا يتقنون لغة بلدان الاستقبال و طرق التدريس المتبعة في المدارس الاوروبية بالإضافة الى الاعتماد على مقررات مستوردة لا تراعي الخصوصية اللسانية واللغوية لمختلف الدول الاوربية ،هذا الارتجال ادى الى خلق اجيال غير قادرة على التعبير بلغة عربية سليمة ،وقد اكد المشاركون في هذا الملتقى على انه و بالرغم من وجود اطار مرجعي اوروبي موحد لتعليم اللغة العربية يبقى المشكل الذي يجب ايجاد حل آني له هو عدم وجود منهاج تعليمي موحد و اعتماد كل جالية على المقررات المستوردة من بلدانها الاصلية .
و قد خلص المؤتمرون الى ضرورة بناء توجه استراتيجي عربي اوروبي موحد لتعزيز تعليم اللغة العربية و تفعيل التعاطي معها بعيدا عن حدود الاغراض الفردية و المستهدفات قصيرة النظر ،لان فائدة تعليم اللغة العربية ستكون مشتركة وسيتم تقاسمها بين ابناء الجاليات العربية و بين مسؤولي البلدان الاوروبية التي تجني ثمار نشر العربية بين ابنائها لا على الصعيد السياسي و التجاري فحسب بل ايضا على صعيد الثقافة و المعرفة و اللغة و الحضارة العربيتين اللتين يظهر ابناء المجتمعات الغربية ميلا شديدا اليهما.
و يشار الى أنه عقدت خلال هذا الملتقىى 19 جلسة عبارة عن ورشات ضمت ثلة من رؤساء الجامعات و اساتذة مختصين في الميدان و اشتغلت على اربعة محاور كبرى و هي " اللغة العربية كعامل من عوامل التكامل و الاندماج و الحوار بين الثقافات "،اللغة العربية و الميثاق الاوروبي للغات الجهوية و اللغات الخاصة بالأقليات و الميثاق الاوروبي للحقوق الاساسية "،" موقع اللغة العربية في التشريعات و السياسات الاوروبية "،"اللغة العربية كلغة للدبلوماسية و التبادلات الاقتصادية"،كما قدمت أكثر من 70 ورقة علمية ستجمع في كتاب يصبح مرجعا من المراجع المهتمة بمستقبل اللغة العربية في اوروبا .
توصيات الملتقى تركزت حول ضرورة انخراط كل الدول العربية في بلورة خطة موحدة لتدريس اللغة العربية في البلدان الاوروبية و العمل على وضع برنامج لتأهيل و تدريب المدرسين وفق معايير علمية و موضوعية ووفق الاطار المرجعي الاوروبي و تشكيل بنية من الخبراء العرب و الاوروبيين ومن كل البلدان المهتمة بتعليم اللغة العربية وتعلمها من أجل التفكير سويا في منهاج تعليمي موحد يتم من خلاله برمجة تعليم اللغة العربية في المنظومة التربوية الاوربية كلغة حية شأنها شأن باقي اللغات .
تجدر الاشارة الى ان هذا الملتقى نظم برعاية كل من وزارة الجالية المغربية بالخارج والبرلمان الاوروبي ومعهد العالم العربي و المنظمة الاسلامية للتربية و العلوم و الثقافة و دولة قطر،و هو سادس ملتقى علمي عالمي الذي ينظمه معهد ابن سينا للعلوم الانسانية بمدينة ليل الفرنسية ، و قد فتح المعهد أبوابه في25 نونبر 2006 وهو مؤسسة خاصة للدراسات العليا تضم معهدا للعلوم الانسانية و كلية للعلوم الاسلامية ومركزا للأبحاث حول المسائل الاسلامية و رئيسه هو الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الاسلامي الاوروبي و رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا و عضو مجمع الفقه الاسلامي الدولي .
29 يونيو 2012، صوفية المنصوري
المصدر: موقع صوت البحر الأبيض المتوسط
الملتقى شكل فرصة لجميع المهتمين بتطوير تعليم اللغة العربية في اوروبا من تبادل وجهات النظر و العمل من خلال ورشات و محاور محددة من الوقوف على المشاكل و المعيقات التي تحد من انتشار تعلم اللغة العربية كلغة حية كباقي اللغات ،و قد أجمع المؤتمرون على وجود أزمة عميقة فيما يخص تعليم اللغة العربية في اوروبا حيث لم يحظ هذا المجال بما يكفي من الدراسات الشاملة و الموضوعية ،كما أن كثرة المتدخلين فتحت المجال أمام الجمعيات و المساجد لملئ الفراغ و القيام بإعطاء دروس في اللغة العربية من طرف اساتذة لا يخضعون للتكوين و يفتقرون الى مؤهلات اكاديمية و لا يتقنون لغة بلدان الاستقبال و طرق التدريس المتبعة في المدارس الاوروبية بالإضافة الى الاعتماد على مقررات مستوردة لا تراعي الخصوصية اللسانية واللغوية لمختلف الدول الاوربية ،هذا الارتجال ادى الى خلق اجيال غير قادرة على التعبير بلغة عربية سليمة ،وقد اكد المشاركون في هذا الملتقى على انه و بالرغم من وجود اطار مرجعي اوروبي موحد لتعليم اللغة العربية يبقى المشكل الذي يجب ايجاد حل آني له هو عدم وجود منهاج تعليمي موحد و اعتماد كل جالية على المقررات المستوردة من بلدانها الاصلية .
و قد خلص المؤتمرون الى ضرورة بناء توجه استراتيجي عربي اوروبي موحد لتعزيز تعليم اللغة العربية و تفعيل التعاطي معها بعيدا عن حدود الاغراض الفردية و المستهدفات قصيرة النظر ،لان فائدة تعليم اللغة العربية ستكون مشتركة وسيتم تقاسمها بين ابناء الجاليات العربية و بين مسؤولي البلدان الاوروبية التي تجني ثمار نشر العربية بين ابنائها لا على الصعيد السياسي و التجاري فحسب بل ايضا على صعيد الثقافة و المعرفة و اللغة و الحضارة العربيتين اللتين يظهر ابناء المجتمعات الغربية ميلا شديدا اليهما.
و يشار الى أنه عقدت خلال هذا الملتقىى 19 جلسة عبارة عن ورشات ضمت ثلة من رؤساء الجامعات و اساتذة مختصين في الميدان و اشتغلت على اربعة محاور كبرى و هي " اللغة العربية كعامل من عوامل التكامل و الاندماج و الحوار بين الثقافات "،اللغة العربية و الميثاق الاوروبي للغات الجهوية و اللغات الخاصة بالأقليات و الميثاق الاوروبي للحقوق الاساسية "،" موقع اللغة العربية في التشريعات و السياسات الاوروبية "،"اللغة العربية كلغة للدبلوماسية و التبادلات الاقتصادية"،كما قدمت أكثر من 70 ورقة علمية ستجمع في كتاب يصبح مرجعا من المراجع المهتمة بمستقبل اللغة العربية في اوروبا .
توصيات الملتقى تركزت حول ضرورة انخراط كل الدول العربية في بلورة خطة موحدة لتدريس اللغة العربية في البلدان الاوروبية و العمل على وضع برنامج لتأهيل و تدريب المدرسين وفق معايير علمية و موضوعية ووفق الاطار المرجعي الاوروبي و تشكيل بنية من الخبراء العرب و الاوروبيين ومن كل البلدان المهتمة بتعليم اللغة العربية وتعلمها من أجل التفكير سويا في منهاج تعليمي موحد يتم من خلاله برمجة تعليم اللغة العربية في المنظومة التربوية الاوربية كلغة حية شأنها شأن باقي اللغات .
تجدر الاشارة الى ان هذا الملتقى نظم برعاية كل من وزارة الجالية المغربية بالخارج والبرلمان الاوروبي ومعهد العالم العربي و المنظمة الاسلامية للتربية و العلوم و الثقافة و دولة قطر،و هو سادس ملتقى علمي عالمي الذي ينظمه معهد ابن سينا للعلوم الانسانية بمدينة ليل الفرنسية ، و قد فتح المعهد أبوابه في25 نونبر 2006 وهو مؤسسة خاصة للدراسات العليا تضم معهدا للعلوم الانسانية و كلية للعلوم الاسلامية ومركزا للأبحاث حول المسائل الاسلامية و رئيسه هو الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الاسلامي الاوروبي و رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا و عضو مجمع الفقه الاسلامي الدولي .
29 يونيو 2012، صوفية المنصوري
المصدر: موقع صوت البحر الأبيض المتوسط