انشغل العديد من المغاربة بقصة التلميذ النجيب أنور عبادي الذي حاز على أكبر معدل في تاريخ البكالوريا المغربية، غير أن القليلين فقط من علموا بوجود إنجاز مغربي آخر في أقوى دولة بالعالم، فهناك في ولاية ماساشيوتس بالولايات المتحدة الأمريكية خطف تلميذ مغربي الأنظار بأن حقق إنجازين كبيرين، تمثلا في حصوله أولا على أكبر معدل في سنته الختامية بأكاديمية بوسطن التقنية لهذا الموسم، وثانيا تخرجه كأصغر تلميذ على الإطلاق في كل تاريخ مدينة بوسطن.
محمد أمين المغني، من مواليد شهر نونبر 1995 بسيدي سليمان، هاجر رفقة والدته وأختيه وأخيه إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حصول والدته على البطاقة الخضراء التي تخول لها الانتقال لبلاد العم سام، مما حتم عليها التخلي عن عملها بالمغرب كأستاذة لغة فرنسية خاصة أنها كانت ترى في البطاقة الخضراء فرصة عظيمة تمنح أبناءها تعليما راقيا لا يوجد مثيلا له بالمغرب، فالتحق بهم الأب بعد أشهر غير أن مجموعة من الظروف العائلية أنهت العلاقة الزوجية بالطلاق.
فاطمة الراجي، والدة محمد أمين، عانت الكثير من أجل تعليم أبنائها، فقد كانت تعمل ليل نهار كي توفر لأبنائها الجو المناسب للتحصيل العلمي، فمن أستاذة تحمل الكتب والدفاتر إلى عاملة بمطعم تحضر المأكولات والأطباق للزبائن، غير أنها لم تندم على ما بذلته من تضحيات ما دام محمد أمين رفع رأسها عاليا بمدينة ربما ساكنتها لم تكن تعرف بلدا اسمه المغرب قبل هذا الإنجاز.
سكنت أسرة الراجي في البداية في مدينة سالم، وحينذاك لم يكن باستطاعة محمد أمين الحديث بالإنجليزية، وهو الذي كان يبلغ حينها 9 سنوات، لكن سرعة بديهته جعلته يتعلم هذه اللغة في بضعة أسابيع، لتنتقل معه الأسرة لشرق مدينة بوسطن.
وقضى هذا اليافع هناك مدة من الزمن في أكاديمية ماريو أومانا، اكتشف خلالها أساتذته شغفه الكبير بالرياضيات والعلوم، لينصحوا والدته بإرساله لثانوية تابعة للأكاديمية التقنية بوسطن، فانتقلت العائلة مرة أخرى إلى جنوب مدينة بوسطن قصد الاقتراب من الابن النابغة الذي كان أصغر تلميذ على الإطلاق يلتحق بهذه الأكاديمية في عمر 12 سنة.
نجاح محمد أمين المغني أبهر الأمريكيين حيث خصصت جريدة مدينة بوسطن صفحة كاملة للحديث عن إنجازه المميز، كما حاورته القناة المحلية لبوسطن، واستضافه شخصيا عمدة المدينة في حفل بهيج، فنجاح محمد أمين ليس نجاحا عاديا، تقول والدته لهسبريس، ولكنه نجاح لكل المغاربة خاصة من يقاسون الغربة بعيدا عن أرض الوطن.
محمد أمين المغني الذي يعشق لعبة البيسبول ويمارسها باستمرار، سيبدأ الدراسة بعد أيام في جامعة سيراكيوس بنيويورك التي قدمت له منحة قصد تهيئة كل الظروف أمامه كي يحقق حلمه في أن يصير مهندسا في العلوم الفيزيائية، أو حتى واحدا من علماء العالم في هذه العلوم، ما دام من المرتقب أن يتخرج بعد سنوات من هذه الجامعة مرة أخرى كأصغر خريج على الإطلاق في كل تاريخها.
المصدر/ موقع هيسبريس