يوجد أكثر من مائة مغربي ضمن ضحايا أخطر حملة عنصرية في تاريخ أوروبا تشهدها اليونان خلال هذه الأيام، وتأتي هذه الحملة التي تنفذها الحكومة المحافظة لتؤكد كيف أصبح المهاجرون ضحية الخطابات الشعبوية ضد الهجرة.
وتشهد اليونان ومنذ أيام عمليات تمشيط كبيرة في مختلف مناطق البلاد وخاصة في العاصمة أثينا وبالقرب من الحدود مع تركيا شارك فيها 4500 شرطي وخلفت اعتقال ستة آلاف مهاجر من جنسيات عربية وأسيوية وإفريقية، حيث تبين للشرطة أن 4500 في وضع قانوني في حين أن 1500 في وضع غير قانوني جرى تجميعهم في مخيمات اعتقال في ضواحي أثنينا وفي الحدود مع تركيا.
وتأتي هذه العملية ضمن عمليات تمشيط واسعة تشهدها اليونان ضد الهجرة السرية، حيث يعتقد أن أكثر من 120 ألف مهاجر دخلوا البلاد السنة الماضية، ويوجد رأي عام في أغلبيته معادي للهجرة خاصة وأن البلاد تعيش أخطر أزمة اقتصادية في البلاد. ونددت الأحزاب اليسارية بهذه الحملة واعتبرتها الأكثر عنصرية في تاريخ أوروبا.
وصرح وزير الدفاع المدني نيكوس دندياس للصحافة مساء الاثنين أن "البلاد تغرق، ونحن نواجه غزوا حقيقيا، ومنذ سقوط الدوريون (قبائل شمال اليونان غزت الجنوب) منذ أربعة آلاف سنة خلال محاولة غزوهم اليونان لم تتعرض البلاد لغزو مثيل لما تتعرض له الآن من طرف المهاجرين السريين". وتعهدت الحكومة بالاستمرار في عمليات اعتقال المهاجرين غير القانونيين وترحيلهم الى بلادهم. ويبرز هذا التصريح مدى ارتباط الخطابات الشعبوية ضد الهجرة بالأزمة الاقتصادية.
وكشفت مصادر مغربية في أثينا لألف بوست أنه هناك العشرات من المغاربة الذين جرى اعتقالهم ويمكن الحديث عن أكثر من مائة "وسط أثينا يشهد تجمعات صغيرة للمغاربة، البعض منهم هرب نحو مدن أخرى والبعض الآخر ألقي القبض عليه ومنهم من أفرج عنه لتوفره على وثائق، وبقيت قلة تقيم بطريقة قانونية استأنفت عملها اليوم في الحي السياحي في العاصمة". ومن المحتمل أن يجري ترحيل المغاربة أو طردهم نحو تركيا. ولا يوجد رقم محدد للمهاجرين المغاربة غير القانونيين في اليونان، ويجري الحديث عن أكثر من عشرة آلاف دخلوا الى البلاد عبر تركيا ودول أوروبا الشرقية. وتشكل اليونان محطة لهم للانتقال نحو دول أوروبية أخرى خاصة هولندا وبلجيكا والمانيا والنمسا. ويختار بعض المغاربة تركيا كمعبر نحو اليونان لأن تركيا لا تفرض الفيزا على المغاربة.
8-08-2012
المصدر/ موقع ألف بوست